هل إصابة المرء بالوسوسة دليل على غضب الله عليه

0 244

السؤال

كنت أود أن أعلم إن كانت الوساوس التي تصيب المرء دليلا على غضب الله، فأنا مصابة بوسواس النية و خاصة في الصلاة فكلما وقفت لأبدأ الصلاة أتردد فساعة أشك إن كان شعري يظهر من تحت الحجاب، ثم أتردد إن كنت تحولت قليلا عن جهة القبلة أو أنوي، و بعد ثوان أشعر بأن نيتي قد تشتتت فأرجع و أحاول استحضار النية مجددا لدرجة أني قد أبدأ الصلاة قبل خروج الوقت بقليل، وقد حاولت كثيرا و لكني لم أستطع التغلب على هذه المشكلة فأصبحت أشعر بالحزن و تأنيب الضمير الشديد فأقول في نفسي لعل الله لا يحبني و أنه غضبان علي لكثرة ذنوبي، ومهما استغفرت أشعر بأني لا أستحق أن تكون حياتي ميسرة و كأني أعاقب نفسي بهذه الوساوس فأرجو أن تساعدوني بنصحكم و لكم جزيل الشكر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يلزم أن تكون هذه الوساوس غضبا من الله تعالى ولا دليلا على أنه تعالى لا يحبك, بل هذه الوساوس مرض من جملة الأمراض التي تصيب العبد, وهي بلاء من الله تعالى, فينبغي للعبد أن يأخذ بأسباب علاج هذا المرض فإن الموسوس يتعب نفسه ويذهب بيده نصيبه من السعادة والراحة, وليس لهذه الوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها, فالذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة أن تطرحي عنك هذه الوساوس جملة وألا تعيريها اهتماما بالمرة حتى تذهب عنك ويشفيك الله عز وجل منها, وانظري الفتويين : 51601، 134196, فإذا أردت الصلاة فقفي مستقبلة القبلة ثم كبري للإحرام على الفور ودون تردد في شيء ما دمت قد سترت عورتك وتوجهت للقبلة وأتيت بشروط الصلاة، فإذا كبرت للإحرام فلا تخرجي من الصلاة مهما وسوس لك الشيطان بأن نيتك قد فسدت, واعلمي أن التحول اليسير عن القبلة لا يضر ما دام المكلف مستقبلا جهة الكعبة, وأن انكشاف الشيء اليسير من العورة بغير قصد لا يضر وأن استحضار النية في جميع أجزاء الصلاة غير واجب وإنما الواجب عدم الإتيان بمناف للنية كقطعها. ومن ثم فإن تشتت نيتك بعد شروعك في الصلاة لا يضر, وهذا كله من رحمة الله بعباده وتخفيفه عنهم ورفعه عنهم الآصار والأغلال فله الحمد , فدين الله يسر وهو الحنيفية السمحة , فلا تشددي على نفسك ولا تتعبيها بالوساوس حيث خفف الله عنك , نسأل الله لك الشفاء والعافية .

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة