السؤال
ما هو حكم ضم العاقد للمعقود عليها وتقبيلها في بيت أهلها بدون استئذانهم أثناء زيارته لها؟ مع العلم بأنهم قد أذنوا له بالزيارة، وما هو حكم تربيتها على ظهره ومسحها رأسه والإمساك باليدين ونحو ذلك؟ وما حكم استخدامهما لكلمات تعبر عن الحب والشوق؟ وهل يعد كل ذلك خيانة لأهل الزوجة، أو إساءة لهم؟ وإذا كان إثما، فما كفارة كل ذلك؟ وهل يجوز أن تعد المعقود عليها والدتها بأن لا يحدث بينها وبين زوجها أيا من ذلك؟ وهل يلزمها ذلك الوعد؟ أم أنه يعد ظلما للعاقد؟ وهل يجوز لها أن تطلب منه تأجيل العلاقة الشرعية التي تتم بعد الدخول لبعض الوقت حتى تعتاد على وجودها معه؟ وإذا جاز، فهل يجب أن يعلم الأهل شيئا عن ذلك التأجيل؟ أرجو الإفادة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الرجل بمجرد العقد الصحيح على المرأة يجوز له الاستمتاع بها، فهي زوجته، وعلى ذلك فلا حرج فيما ذكرت من صور الاستمتاع بين العاقد وزوجته، وليس ذلك من الخيانة لأهل الزوجة، لكن جرى العرف أنه لا يسمح للعاقد بجماع الزوجة حتى تزف إليه، فينبغي احترام هذا العرف، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 2940.
كما أنه يجوز للزوجة أن تمتنع من تسليم نفسها للزوج حتى يؤدي إليها مهرها، كما بيناه في الفتوى رقم: 63572.
وأما عن وعد الفتاة أمها بعدم تمكين العاقد من الاستمتاع قبل الدخول: فهو جائز، والوفاء بذلك الوعد مندوب وليس فيه ظلم للعاقد ما دام لا يلزمها أن تمكنه من نفسها، لكن إذا طلب العاقد تسليم الفتاة بعد أن دفع لها المهر فلا يجوز منعها من تسليم نفسها إليه دون عذر، وأما طلب المرأة من زوجها أن يؤجل المعاشرة بعض الوقت فلا حرج فيه ولا يجب عليها أن تخبر أهلها بذلك، وانظري الفتويين: 2521 ، 15312 .
والله أعلم.