الموسوس يؤاخذ إذا أمكنه مدافعة الوساوس فلم يفعل

0 330

السؤال

بعد اطلاعي على فتوى الشيخ العثيمين حول الوسوسة، أصبحت أتصرف معها كالتالي:
إذا غلبني أي فعل أو فكرة واشتبهت في كونه وسوسة فأقول: "لو كنت مخيرا ولدي القدرة أن أفعل هذا الفعل لقلت معاذ الله أن أفعله إذن فهي وسوسة". هل هذا صواب؟ أي حديث يأتيني في نفسي، لا ألتفت إليه وأستعيذ من الشيطان. فهل هذا صحيح علما أنكم في موقعكم اشترطتم أن يكون حديثا غير مستقر أو أنك كاره له؟ وهل يجب علي كل مرة التثبت من أن الحديث الذي دار بنفسي هو حديث غير مستقر أو أنني كاره له؟
و قد ورد عليه هذا السؤال:
س: هل يعذر الإنسان بالتصرفات المحرمة بسبب الوسواس؟
ج: أما إذا كانت ليست تحت طاقته فيعذر، لقول الله تعالى: "ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به" وأما إذا كان في طاقته ويمكن أن يتخلص منه بما أمر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا يعذر.
فالجانب الأول من الإجابة مطمئن، والجانب الثاني مخوف. فهل تستطيعون تقديم أمثلة لبعض تلك الأفعال التي لا يعذر فيها الإنسان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم، ومن ثم لم يكلفهم ما لا يطيقون، ورفع عنهم الآصار والأغلال، ومن ذلك أنه لم يؤاخذ بمجرد وساوس النفس وهواجس الصدر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم.

فعليك أيها الأخ الكريم أن تعرض عن الوساوس جملة، وأن تعلم أنك غير مؤاخذ بحديث النفس، ولا تسترسل مع الوساوس فتفتش هل كنت كارها لهذا الوسواس أو لا؟ فالأصل هو أن قلبك مطمئن بالإيمان، وأنه لا ينشرح لمثل هذه الوساوس الباطلة.

وأما ما ذكره الشيخ رحمه الله فإنه كلام صحيح، وليس فيه ما يخوف أو يقلق، فإن الموسوس إذا كان بإمكانه مجاهدة الوسواس والانتهاء عنه ثم لم يفعل فهو مؤاخذ، ومثال ذلك رجل يترك الصلاة بسبب كثرة الوساوس، فإنه قد أخطأ لقدرته على مجاهدة الوساوس بالإعراض عنها، فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويعرض عن هذه الوساوس، ويحافظ على صلاته وهكذا.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة