السؤال
قرأت في كتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر الهيتمي: أن الناس سوف تجتمع على المهدي سنة أربعين ومائتين بعد الألف ثم قال هكذا ورد في الأثر، ومن المعلوم أن سنة 1240 مرت منذ حوالي قرنين فكيف نفسر ذلك؟ وهل كان اجتهاد منه؟ وهل العلماء الآخرون خالفوه وذكروا سنين أخر لم تأت؟ نرجو ذكر أقوال العلماء الآخرين الذين خالفوه في هذه المسألة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من معتقد أهل السنة أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا وظلما، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال وأن عيسى عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويأتم بالمهدي في صلاته، وكل ما قد ذكر من تحديد زمن لخروجه لا يصح ولا مجال للاجتهاد في هذا الموضوع، لأنه من الغيب ولم يصح عن النبي صلى الله وسلم تحديد في ذلك، وقد ساق بعض أهل العلم آثارا في أخبار المهدي لم تتوفر فيها شروط الصحة، ومن ذلك ما ذكر عن ابن حجر الهيتمي وقد ذكره قبله نعيم بن حماد في الفتن بلفظ: حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين، قال ابن لهيعة بحساب العجم ليس بحساب العرب. انتهى.
ولا يخفى أن هذا الأثر غير صحيح ولا أدل على ذلك من عدم ظهور المهدي حتى الآن، قال الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم في كتابه المسمى، المهدي وفقه أشراط الساعة، في معرض كلامه عن الاحتجاج لأشراط الساعة بما لا يصلح قال: ولعل أشهر كتاب يعتمد عليه القوم هو كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد المروزي وهو مختلف فيه بين أهل العلم والذي يترجح لدى أكثرهم أنه ضعيف لا تقوم به حجة وحده، وقال الذهبي: نعيم من كبار أوعية العلم، لكن لا تركن النفس إلى رواياته، لا يجوز لأحد أن يحتج به وقد صنف كتاب الفتن فأتي فيه بعجائب ومناكير. انتهى.
والله أعلم.