السؤال
هل من حقي كمسلم أو من حق أي شخص أن يعادى الكافر أو الملحد؟
بمعنى ,أليس من حق كل إنسان حرية الفكر والعبادة طالما لا يضر أحدا أو يتعدى على الحقوق الفكرية أو الديانات السماوية.
أرجو الإفادة من أصحاب العلم أو الجواب بواسطة كتاب أو فتوى لأحد العلماء المسلمين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام دين يقوم على إعطاء كل ذي حق حقه، ومن جملة هذه الحقوق: حقوق غير المسلمين، سواء أكانوا ذميين أو مستأمنين، فقد حفظها الإسلام لأهلها حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
ومن جملة هذه الحقوق: حرية التدين، فلا يكره أحد على ترك دينه، بل يسمح له بممارسة شعائره في خاصة نفسه دون تضييق، وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 72777، 109157، 117653.
وهذا لا يتعارض مع عقيدة الحب في الله والبغض في الله، التي هي إحدى ركائز العقيدة الإسلامية، فالمسلم بحكم دينه يحب ربه حبا خالصا كاملا، يستلزم حب من يحبه الله وبغض من يبغضه. وهذا ـ كما لا يخفى ـ من محاسن الإسلام، حيث يتبوأ فيه الإيمان بالله تعالى ومتطلباته ولوازمه المكانة التي تليق به من الصدارة. وبناء عليها تبنى العلاقات الباطنة والظاهرة، بالقلب والبدن، وراجع الفتوى رقم:
137312.
ومسألة العداوة التي ذكرها السائل الكريم يجب أن تضبط بميزان الشرع، فإن كان المراد بها العداوة القلبية فهي بمعنى البغض في الله، وقد سبق بيان أصلها، وأما ما فوق ذلك من درجات العداوة، فإنها تكون بحسب نوع الكفر، فليس الكفار على درجة واحدة، فمنهم المحارب الذي تصل عداوته إلى حد القتال، ومنهم المسالم الذي لا تتعدى عداوته حدود القلب؛ بغضا في الله تعالى لا لشيء من الدنيا وهذا البغض لما عليه من الكفر لا يمنع العدل معه ولا القسط إليه وبره. كما قال تعالى:لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين { الممتحنة:8}
وقد سبق لنا تلخيص هدي الشرع في معاملة غير المسلمين في الفتوى رقم: 19652.
والله أعلم.