السؤال
الضرب والخنق والرش بالماء والأدوية العشبية هل كل ذلك جائز مع الرقية الشرعية أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الضرب والخنق يجوز فعلهما إذا تؤكد من كون ذلك يقع على الجني لا على المرقي ولم يترتب عليه ضرر أكبر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب بعض المصابين، ففي سنن ابن ماجه أن عثمان بن أبي العاص قال له يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي قال: ذاك شيطان أدنو فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال أخرج عدو الله ففعل ذلك مرات قال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. وقد ثبت فعل ذلك عن ابن تيمية كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: شاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول قال لك الشيخ أخرجي، فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا. انتهى. وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: قد يحتاج في إبراء المصروع إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ويكون قد ضرب بعصا قوية نحو ثلاثمائة، أو أربعمائة ضربة، كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين. انتهى. وأما رش الماء الذي قرئت عليه الرقية فهو مباح ومثله ما وضعت فيه بعض الأعشاب كالسدرة وقرئت عليه الرقية، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 56090، 106032، 21414.
والله أعلم.