السؤال
أدعو الله منذ فترة لقضاء حاجة لي، لكن يحدث أحيانا أن يتسلل الشيطان إلى قلبي ويصيبني بحالة من اليأس والكثير من الوساوس، مع ذلك أستمر في الدعاء مع اليقين أن الله سيستجيب لي، لكنه سبحانه أجل الاستجابة. هل في ذلك إثم؟
أدعو الله منذ فترة لقضاء حاجة لي، لكن يحدث أحيانا أن يتسلل الشيطان إلى قلبي ويصيبني بحالة من اليأس والكثير من الوساوس، مع ذلك أستمر في الدعاء مع اليقين أن الله سيستجيب لي، لكنه سبحانه أجل الاستجابة. هل في ذلك إثم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلتحسن الظن بالله تعالى، ولا تيأس من إجابة دعائك مهما تأخرت الإجابة، ولا تلتفت إلى وسوسة الشيطان وتثبيطه وكيده، فإن مجرد الدعاء عبادة، والإجابة إما أن تكون بنفس الحاجة، وإما بغيرها مما يختاره الله تعالى لعبده ويقدره له. ففي صحيح مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال. قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.
فاستجابة الدعاء لا تقتصر على نيل المراد، بل قد يدخر الله لعبده في الآخرة خيرا مما أراد، وقد يدفع عنه الشر والبلاء بذلك، ففي الحديث: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه الترمذي. وصححه الألباني. وفي رواية لأحمد: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
فلا تتوقف عن الدعاء، وكن على يقين بأن الله سبحانه أعلم بما فيه مصلحتك منك، فهو يدخر لك ما يشاء ويمنحك ما يشاء، فاسأله بيقين، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. رواه الترمذي وحسنه الألباني، وقوله أيضا: من لم يسأل الله يغضب عليه. رواه الترمذي وحسنه الألباني، فإذا علمت هذا فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يجيب دعوتك، وأن يكون فيما ذكرنا عونا لك على وسوسة الشيطان ومحاولته إصابتك باليأس، ثم إنه لا إثم فيما يوسوس به الشيطان ويرد على الخاطر من أفكار ووساوس دون تعمد ولا استرسال. وانظر الفتوى رقم: 65655.
والله أعلم.