توضيح حول قتل النفس وكون مستحله يخلد في النار

0 263

السؤال

قرأت فتواكم رقم : 151917 وعنوانها : قتل النفس بالحرق وغيره من الكبائر الموجبة للخلود في النار .ولقد علمنا أن عقيدة أهل السنة والجماعة في عدم تخليد أهل الكبائر في النار، ومنها القتل. وجاء في مسلم :لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض ، فجزع ، فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه. فقال له: ما صنع بك ربك ؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال : ما لي أراك مغطيا يديك ؟ قال قيل لي : لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! وليديه فاغفر ".
فنرجو التوضيح . أكان الاستحلال ؟ أم ماذا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمذهب أهل السنة أن فاعل الكبيرة تحت المشيئة إن شاء الله عذبه، وإن شاء عفا عنه بفضله، ولا يخلد في النار إلا إذا استحل المعصية. وقاتل نفسه حاله كحال أصحاب الكبائر، لكن قد ورد في نصوص بعض الأحاديث ما يفهم تخليده في النار بسبب جنايته على نفسه ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . والحديث متفق عليه .

وقد سبق بيان هذا الإشكال مفصلا في الفتوى رقم : 5671.

والخلاصة أن مذهبنا في هذا هو مذهب أهل السنة من عدم تخليد المنتحر في النار إلا إذا كان مستحلا لهذه الكبيرة، وإنما أطلقنا القول بأنه موجب للخلود في النار موافقة لظاهر الحديث، ولغرض الزجر والترهيب عن فعل هذه الكبيرة الشنيعة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة