موقف الشرع من الذبح لدفع البلاء

0 498

السؤال

نحن نعمل كمجموعة واحدة في مؤسسة خاصة، وهذه المؤسسة معرضة في بعض من أعمالها إلى مخاطر عمل وقد مر علينا كموظفين بشكل منفرد بعض من المخاطر والحمد لله نجونا، إما من الموت، أو من حوادث أقل واقترح بعض الزملاء تجميع بعض الأموال لشراء خروف وذبحه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين لدفع البلاء ـ فدو ـ وتجاوب جميع الموظفين تقريبا، لكنني لم أشترك معهم، والسؤال هو: هل من الواجب الديني علي المشاركة؟ وهل كبش الفداء يمنع المصائب والبلاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

صنع المعروف، وعمل البر مما يقي صاحبه من الآفات والهلكات ومصارع السوء، وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه، وصححه الألباني عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.

وعلى ذلك، فإن كان قصدكم بهذا الفعل التقرب إلى الله تعالى ليدفع عنكم البلاء، فالظاهر أن هذا مشروع، كما بيناه في الفتوى رقم: 7456.

فإن للصدقة وإطعام الطعام أثرا ظاهرا في دفع النقم والبلاء، قال ابن القيم ـ رحمه الله: فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر، أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه. انتهى.

ولكن بشرط أن يخلو ذلك الفعل من الاعتقادات الفاسدة كظن بعض الناس أن إسالة الدم تدفع شر الجان المتسبب في البلاء، ونحو ذلك من البدع والمحدثات.

ونرى أن الأولى أن تدفعوا هذه الأموال مباشرة إلى الفقراء هروبا من هذه الاعتقادات الفاسدة، ولأن هذا قد يكون أنفع للفقراء بحيث يشترون ما يرون بهذه الأموال، مع التنبيه على أن هذا الفعل لا يمنع البلاء إلا بعد إذن الله وقدره، وإلا فقد يسارع العبد في فعل الطاعات ومع ذلك ينزل به بعض البلاء, ويكون البلاء حينئذ خيرا له، لأن الله سبحانه لا بقضي لعبده المؤمن إلا الخير، وعلى كل فإن هذا الفعل لا يجب عليك ولا يلزمك بحال، ولكن إن فعلته فلا حرج فيه ـ إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى