السؤال
كنت أشعر بآلام الحيض وأعلم باقتراب وقته ومع ذلك ومع الأسف لم أستيقظ لصلاة الفجر في وقتها ولما استيقظت في النهار أخرت قضاءها، ولما بادرت بالاستعداد للوضوء أتاني الحيض، وسأقضي الصلاة بعد الطهر ـ إن شاء الله ـ مع الاستغفار والتوبة، ولكن سؤالي: الآن أشعر بالذنب وتأنيب الضمير بأن تمضي مدة الحيض والصلاة معلقة في ذمتي، فماذا أفعل خلال هذه الأيام لكي أرتاح ـ إن شاء الله؟ كما أنني مدعوة لزفاف صديقتي خلال هذه الفترة وأخشى حضورها وأنا لم أصل ذلك الفجر، فالإنسان يحتاج إلى حفظ الله له في كل ساعة وأنا أخشى حضور مناسبة ما وأنا مقصرة في صلاتي فأنا لن أكون قد طهرت في يوم زفافها ومن ثم لن أكون قضيت الصلاة، هل أتوكل على الله وأتحصن بالمعوذات وأحسن الظن بأن الله سيحفظني بها حتى وإن كنت لم أصل ذلك الفجر؟ إلى أن يمكنني الله من قضائه بحصول الطهر ـ إن شاء الله ـ وهل خشيتي من حضور تلك المناسبة في محله؟ أم أنه وسوسة من الشيطان بإساءة الظن بالله بأنه لن يحفظني بآياته ـ والعياذ بالله ـ بسبب تأخير الصلاة؟ وبماذا تنصحونني جزاكم الله خيرا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت الصلاة قد فاتتك بسبب النوم ولم تتعمدي تفويتها فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس في النوم تفريط.
وكان الواجب عليك أن تبادري بقضاء هذه الصلاة فور استيقاظك، فإن كثيرا من العلماء يرون أن قضاء الفوائت يكون على الفور, ويرى كثير من أهل العلم أن قضاء الفوائت إذا فاتت لعذر يكون على التراخي, وعلى هذا القول فلا إثم عليك أصلا، وإنما يجب عليك قضاء هذه الصلاة بعد الطهر متى شئت, والقول بوجوب القضاء على الفور أحوط، ومن ثم فاستغفري الله تعالى واعزمي على القضاء فور طهرك من الحيض, وهذا ما تقدرين عليه الآن والله لا يكلف نفسا إلا وسعها, فإذا طهرت من حيضك فبادري بقضاء تلك الصلاة لتبرأ ذمتك, وليس عليك حرج في أن تذهبي إلى ذلك الزفاف، أو تفعلي ما شئت وتمارسي حياتك بصورة طبيعية مستعينة بالله تعالى طالبة منه الحفظ والكفاية، ولا يؤثر اشتغال ذمتك بهذه الصلاة في حفظ الله لك ـ إن شاء الله ـ إذا صدقت اللجأ إليه والاستعانة به ما دمت قد وطنت نفسك على قضائها متى زال عذرك، لأن هذا هو المستطاع من تقوى الله تعالى، وقد قال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم {التغابن: 16}.
والله أعلم.