السؤال
أنا تلميذ في المدرسة وأنا خجول من فتاة تجلس معي في المقاعد ولا أتكلم معها، وعندما تتكلم معي فتاة لا أتكلم معها ولو تكلمت معها أخاف أن أرتكب المعصية، والاستاذ يقول لي إنني خجول وينصحني أمامها أن لا أضيع فتاة مثلها، فماذا أفعل؟ أنا حائر.
أنا تلميذ في المدرسة وأنا خجول من فتاة تجلس معي في المقاعد ولا أتكلم معها، وعندما تتكلم معي فتاة لا أتكلم معها ولو تكلمت معها أخاف أن أرتكب المعصية، والاستاذ يقول لي إنني خجول وينصحني أمامها أن لا أضيع فتاة مثلها، فماذا أفعل؟ أنا حائر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا بالفتوى رقم: 5310حرمة الدراسة في المؤسسات التعليمية المختلطة اختلاطا محرما والضوابط الشرعية لمن كانت به ضرورة للدراسة فيها، فيجب إذن على من لم تكن به ضرورة، أو حاجة قريبة من الضرورة ترك الدراسة في مثل هذه المدرسة والبحث عن غيرها، وعلى تقدير وجود ما يسوغ الاستمرار فيها فيجب الحذر من الجلوس بجوار الفتيات، ولا تستجب، أو تلتفت إلى كلام هذا الأستاذ الذي يدعوك إلى الرذيلة، والتزم الحق ولو كنت عليه وحدك، فإن ذلك من أسباب المغفرة، قال الله تعالى: والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما { النساء: 27 }.
وقال سبحانه: أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه { البقرة: 221}.
وإذا وجدت بعض الطلاب الخيرين الصالحين فالزمهم ليكونوا عونا لك على الخير، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 23215.
واحرص على رضا الله تعالى ولو سخط الناس، فقد روى الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
وأما الحياء: فإنه خير كله، وهو لا يأتي إلا بخير، وما يسميه هؤلاء خجلا في مثل هذه الموطن هو ذلك الخير العظيم الذي حث عليه الإسلام، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، فإن الحياء من الإيمان.
وفي صحيح مسلم عن عمران ابن حصين ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء خير كله.
ولمعرفة الفرق بين الحياء المحمود والخجل المذموم راجع الفتوى رقم: 66212.
والله أعلم.