السؤال
ثبتكم الله تعالى على الحق، وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم في خدمة الإسلام، وأشهد الله أني أغبطكم وأني أحبكم في الله. لقد عملت مسؤولا في تجميع المساعدات الموجهة إلى اللاجئين على الحدود التونسية الليبية على إثر ثورة الشعب الليبي على نظام القذافي، وقامت إحدى الشركات بتسليمي كمية كبيرة من الثياب على أساس توزيعها على المحتاجين من اللاجئين.
من هذه الثياب سراويل (بنطلون) مخصص للفتيات البالغات ( أكثر من 10-12 سنة ) ضيقة مزركشة وفاتنة جدا، فعدلت عن توزيعها لما ينجر عن ذلك من تبرج وسفور ونشر للرذيلة والفساد.
ثم إن الاحتياجات على الحدود التونسية الليبية قد سدت ولله الحمد، وأصبحت المساعدات التي يتم تجميعها توزع على المساكين في المناطق الفقيرة للبلاد التونسية، علما وأن الغالب في الظن بل وأكاد اجزم أن هذه السراويل لو وزعت في تونس فستتبرج بها الفتيات في الشوارع ، ومظنة أن تلبسها فتيات محجبات تحت عباءتهن أو نساء متزوجات تزينا لأزواجهن في البيوت أمر غير وارد بالمرة، نظرا لسمة الفساد والتبرج والسفور المنتشرة في تونس.
فالسؤال هو ماذا أصنع بهذه الأمانة والحال هذه ؟ هل أتلفها بحرقها أو دفنها ؟ أم أرجعها إلى أصحابها ؟ علما أني قد أعجز عن إيجادهم، وإن وجدتهم فمن المؤكد أنهم سيقومون بالاتجار في هذه السراويل ببيعها، وفي أحسن الأحوال بتوزيعها مجانا على الفقراء والمساكين. ومسألة رسكلتها غير واردة لأن معامل الرسكلة إن اشترتها منك فلن تقوم برسكلتها بل ببيعها، وقد أتعرض للتحقيق والمتابعة القانونية في تونس، وحتى إن قمت بتمزيقها ثم بيعها لمعامل الرسكلة فإني أعرض نفسي للشبهات وللمساءلة القانونية، هذا بالإضافة إلى أن الأمر مجهد لأن كمية الثياب كبيرة. أرشدونا.