السؤال
قرأت في فتواكم أن من استحل المعصية يخرج من الملة. فكيف يكون استحلال المعصية؟ زمان كنت أستمني وأتوب، وفي مرة بعد التوبة لم أشعر بسعادة القلب، فقلت لم تقبل توبتي، فاستمنيت لكي أتوب من جديد. هل يعد هذا استحلالا للمعصية؟
قبل أشهر أصبت بوساوس في الصدر، وبقيت أهتم بها حتى قل التزامي فرجعت للاستمناء، ولاحظت أن بعد الاستمناء تخف هذه الوساوس والشكوك، ففي مرة أثرت فيها وأصبحت أريد الاستمناء فقلت لا لن أعصي الله ثم قلت الاستمناء يذهب الوساوس والشكوك التي في الصدر، ثم عصيت، ولكن كنت أعلم أن هذه معصية، لكن قل في قلبي اعتبار أنها معصية هل هذا استحلال للمعصية، إذا فعلت معصية وكنت لا أعلم أنها معصية وظننت إنها ليست حراما هل يعد هذا استحلالا لها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استحلال المعاصي يكون باعتقاد كونها مباحة، ومحل التكفير به إذا كان المحرم متفقا على تحريمه، وظهر حكمه بين المسلمين، كما قال ابن قدامة في المغني: ومن اعتقد حل شيء أجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه كلحم الخنزير والزنا وأشباه ذلك مما لا خلاف فيه كفر. انتهى.
ولا يعد من الاستحلال ما ذكرت في شأن الاستمناء، ولا ما فعلت من المعاصي جاهلا بتحريمه، ثم إنا ننبه إلى أنه يتعين عليك السعي في الزواج فهو العلاج الناجع بإذن الله، وأما الاستمناء فلا يسوغ العلاج به لتحريمه، ففي الحديث: إن الله لم يجعل شفاء امتي فيما حرم عليها. رواه الإمام ابن حبان.
والله أعلم.