السؤال
سؤالي عن أناس في وقتنا هذا مسلمين، ويرفضون تحريم الربا والزنا والخمر، ويرفضون النصاب في الميراث، والحجاب، ويريدون دولة لائكية إلى غير ذلك، ومنهم من يصلي، ومنهم لا، فما حكم هؤلاء في الدين؟ وكيف نتعامل معهم؟ يرحمكم الله.
سؤالي عن أناس في وقتنا هذا مسلمين، ويرفضون تحريم الربا والزنا والخمر، ويرفضون النصاب في الميراث، والحجاب، ويريدون دولة لائكية إلى غير ذلك، ومنهم من يصلي، ومنهم لا، فما حكم هؤلاء في الدين؟ وكيف نتعامل معهم؟ يرحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاللائكية مأخوذة من الكلمة الفرنسية (laique) وهي تعني العلمانية، والعلمانية هي اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين، وأن الدين يبقى بمعزل عن الحياة الدنيا وأمورها، وقد سبق أن بينا حكمها وخطرها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2453، 5490، 62210.
والذي يجمع إلى فصل الدين عن الدولة الإعلان بإنكار أو جحود أو رفض أحكام الشريعة أو بعضها، حتى في الأمور الشخصية كالحجاب وبعض الأمور الأخلاقية المتفق على قبحها كالزنا إلى غير ذلك مما هو مذكور في السؤال عالما مختارا، فلا شك أنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم. قالوا: يا رسول الله وإن صام وإن صلى؟ قال: وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم. رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وصححه الألباني والأرناؤوط.
وأما التعامل مع هؤلاء فإنه يبدأ بالنصح والدعوة، وبيان ما هم عليه من الباطل، فإن أبوا وأصروا فلا بد من البراءة من باطلهم، وتفنيد شبهاتهم وبيانها لعامة الناس حتى يحذروا منهم ويستبينوا سبيلهم، كما قال تعالى: وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين {الأنعام:55}، قال السعدي: فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت أمكن اجتنابها والبعد منها بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل. انتهى. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 130985.
والله أعلم.