السؤال
أنا متزوجة وعندي ولدان أعاني من اضطرابات الدورة الشهرية ووجع شديد في أسفل البطن وتأتيني إفرازات وقد ذهبت إلى الدكتورة فما رأيت عندها حلا وظللت عصبية جدا حتى من شدة عصبيتي قلت لنفسي كافرة وأدعو على نفسي وأتمنى الموت في كل لحظة ولا أكاد أصلي ويأتيني الكسل في كل وقت مع أنني لم أكن كذلك وقد اعتمرت عمرة في السنة التي فاتت وكنت أحلم وأنا في مكة أحلاما وكأن شخصا ينام معي لدرجة أنني أحسست أن العمرة ليست مقبولة وأن الله ليس براض عني ثم ذهبت إلى إحدى الأخوات وأخبرتها فقالت هذا ليس عشقا ولا بد أن تذهبي إلى شيخ، لكن زوجي يرفض وما أدري ماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العافية وأن يتقبل منا ومنك العمرة وسائر الأعمال، وننصحك بأن تهوني عليك الأمر وتسألي الله أن يصلح أمورك كلها، وأما الحلم الذي وجدت بمكة فقد يكون احتلاما طبيعيا وقد يكون من الشيطان، وبمواظبتك على آداب وأذكار النوم يصرف الله عنك شر الشيطان، وأما الاحتلام الطبيعي الذي يحصل أحيانا فليس فيه ما يدعو للانزعاج والخوف، وأما قبول العمرة فلا علاقة له بهذا الحلم، أو ذاك، ومما يخفف عليك أن تعلمي أن خيار نساء الصحابة قد احتلم بعضهن مثل أم سليم ـ رضي الله عنها ـ كما في حديث الصحيحين.
وأما اضطرابات الدورة فقد يكون سببه مرضا عضويا فيطلب له علاج عند المختصين، وإذا رأيت ذلك فابحثي عن حكمه وهل يعتبر حيضا فتترك عنده الصلاة، أو استحاضة فلا تترك الصلاة.
وأما الآلام فقد تحصل عند الحيض أحيانا ولذلك يفرق أهل العلم بين الحيض والاستحاضة بالآلام التي تحصل أحيانا، وبناء عليه فننصحك بصرف النظر عن موضوع المس، وأن تجاهدي نفسك في علاج العصبية فتتعوذي بالله من الشيطان كلما أحسست في نفسك شيئا، وتوضئي ولا حرج عليك إن شئت في عمل الرقية، فارقي نفسك، أو استرقي بعض من جرب نفعه من الثقات المعروفين باتباع السنة، فالرقية تشرع للمصاب ولغيره، وأما الدعاء على النفس فهو ممنوع، لما في الحديث: لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم لا توافقه من الله ساعة يسأل فيه عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.
ومثل ذلك تمني الموت، فقد ثبت النهي عنه في حديث مسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به.
وفي رواية لمسلم: لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا.
وأما قولك على نفسك كافرة فهو أمر خطير جدا فيكف يمكن لعاقل أن يضع احتمال الكفر لنفسه ويسب نفسه بهذا الوصف فيكون أخس الدواب في الدنيا ومآله الخلود الأبدي في النار، فقد قال تعالى: إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون {الأنفال:55}
وقال: إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية {البينة:6}.
فعليك بالاستغفار والحذر من مثل هذا.
والله أعلم.