موقف الفتاة من أهلها الذين يغتابون الناس

0 219

السؤال

ماذا أفعل؟ دائما أهلي يغتابون الناس، فهل أهجرهم ولا أجلس معهم؟ مع أن أمي تحتاجني لمساعدتها، فماذا أرد عليهم إن سألوني لماذا لا تجلسين معنا؟ مع أني أخاف الرياء هل يجوز الكذب في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب عليك هو السعي بقدر استطاعتك في منع أهلك من اغتياب المسلمين ونهيهم عن هذا المنكر بالأسلوب الحسن، مع الدعاء لهم بالهدى والتقى.

فرهبيهم من الغيبة بما ورد من النصوص في النهي عنها وبيان ومخاطرها فقد قال تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم {الحجرات:12}

ومن المستحسن في هذا المقام أن تحاولي صرفهم عن الكلام المحرم، وأن تحاولي شغلهم بالأحاديث المسلية كقصص الأنبياء والسلف الصالح وما أشبه ذلك، وإذا بذلت ما تستطيعين في منعهم من الاغتياب ولم يفد ذلك فيهم، فعليك بعدم مجالستهم والانصراف عنهم بحيث لا تسمعين كلامهم، وتكونين قريبة من أمك إذا طلبت منك خدمة.

 وقد بوب النووي في الرياض فقال: باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها، فإن عجز ولم يقبل منه فارق ذلك المجلس. انتهى

وإن سألوك عن سبب الابتعاد عنهم فلا حرج عليك في ذكر الحقيقة، ولا يعد ذلك من الرياء؛ لأن الرياء هو أن يعمل العبد عملا صالحا طلبا لنفع الخلق أو مدحهم.

وأما ذكر هذا الأمر فربما يكون سببا في تحرزهم أحيانا من الاغتياب بحضرتك. وأما الكذب فالأصل فيه التحريم وقد حذر منه الشرع منه تحذير شديدا، ومن مداخل الشيطان على بعض العباد تزيينه لهم الكذب المحرم موهما إياهم أن ذلك أقرب للإخلاص وعدم السمعة وإظهار العمل، فاحرصي على الصدق مع البعد عن مجالستهم وقت الغيبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات