السؤال
كيف أعرف إذا كان الذي في بلاء من الله سبحانه وتعالى أم أنه من الشيطان يريد مني ارتكاب المعصيه.لأني قرأت أن الكذب بلاء واللواط بلاء؟
كيف أعرف إذا كان الذي في بلاء من الله سبحانه وتعالى أم أنه من الشيطان يريد مني ارتكاب المعصيه.لأني قرأت أن الكذب بلاء واللواط بلاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا تنافي بين كون الشيطان هو الذي يزين المعصية للعبد ويأمره بها كما قال تعالى: وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون {الأنعام: 43} . وبين كون هذه المعاصي حاصلة بتقدير الله تعالى لحكمة بالغة، إما ابتلاء للعبد وامتحانا له ليتوب إليه ويراجع الصواب، ويكون في ابتلائه بالمعصية داع له لمجاهدة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء طلبا لمغفرة الله تعالى فيفعل ما أمر به من التوبة والإكثار من الحسنات، أو عقوبة له على معصية سابقة كما قال تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم. {الصف:5} أو لغير ذلك من الحكم التي لأجلها يقدر الله المعاصي على العباد. وقد أطال العلامة ابن القيم وأطاب في تقرير بعض هذه الحكم في مفتاح دار السعادة فلينظره من شاء. والواجب على العبد إذا أذنب بالكذب أو اللواط أو غير ذلك من المعاصي التي يكرهها الله تعالى وينهى عنها أن يفعل ما يجب عليه من التوبة والرجوع إلى الله تعالى والإكثار من الحسنات الماحية، وأن يستحضر عظمة الله تعالى وخطورة الإصرار على مخالفة أمره وارتكاب نهيه، وأنه إن لم يتدارك نفسه بالتوبة النصوح فإنه يعرض نفسه للهلاك والعطب والعياذ بالله، وليعلم العبد المذنب أن
قال تعالى:وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين { النحل:35}.
فالواجب على العبد أن يدفع قدر المعصية بقدر التوبة؛ كما يدفع قدر الجوع بالأكل، وقدر البرد بلبس الثياب ونحو ذلك، وليس له أن يعارض الشرع الحنيف ويحتج عليه بالقدر السابق فإن هذا حال الزائغين.
والله أعلم.