لا ولاية للأم في تزويج ابنتها

0 211

السؤال

شاب ملتزم ( نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ) تقدم لرؤية فتاة (منتقبة بخلاف أغلب عائلتها) في رؤية شرعية، والدها متوفى، وأخوها خارج مصر، وقد أعجب كلاهما ببعضهما ، ولكن جاء الرد بعد يومين بالرفض والسبب أمني !!؟؟؟
كان الأمر مؤسفا له لما وجده في الفتاة من حسن خلق وحياء، مرت الأيام ، ولم ير غيرها، وعلم بعد إعادة الأمر أنها كانت ترفض أيضا رؤية أي شخص متقدم لها.
وقامت انتفاضة الشعب المصري 25 يناير لتسقط منظومة الفساد والقمع آخذة معها أمن الدولة لنهايته، وتم حله نهائيا والحمد لله ، والذي كان يسبب الرعب لأم الفتاة.
استقبل الشاب مكالمة هاتفية ( لم تكن من أهل الفتاة ) للسؤال إن كان عنده رغبة بإتمام الأمر بعد زوال السبب ، كانت طبيبة هي التي عرفت الأسرتين ببعضهما، وهي من سعت لإتمام الأمر بعد الثورة ، فأعرب عن موافقته ، فقامت بالاتصال بأمها لسؤالها عن رأيها وقد زال السبب فرحبت.
بعد زيارتهم والاتفاق على كل شيء تقريبا ، بعدها بيومين إن لم يكن أقل ، تراجعت الأم عن كلامها بدعوى (أنا لست مرتاحة) استمرت النقاشات والمحاولات ، وتكرر الأمر، وذهب الشاب لهم ثالث مرة ، وبتحدثه مع الأم قالت لا عادي كان سوء تفاهم وكانت جلسة طويلة ، لم يمر يومان وعادت الأم لمقولتها مرة أخرى (مش مرتاحة) وقطع الأمر، وانسحب الخال الذي تم الاتفاق معه على أساس أن أخاها صغره عندما اتصل بالشاب وأخبره أن الأمر انتهى. وكان اتصل بالشاب لإنهاء الأمر كاتصال الأم أول مرة بلا علم الفتاة.
مر الآن ما يقرب من خمسة شهور ، لا يوجد أي اتصال بين الفتاة والشاب، إلا أن الشاب على تواصل مع أختها لمحاولة إتمام الأمر، كهمزة وصل، فيقترحان أمورا ويقترحان أشخاصا، ويتشاوران في فعل أمور كلها تسعى لإتمام الأمر، فأشياء يتفقان على أنها مفيدة للموضوع فيتم تنفيذها، وأمور بالمشاورة يجدان أنها قد تضر الأمر.
وصلا للاستعانة بزوج خالتها، ولكنه خارج مصر، ووعد بأنه سيتمم الأمر إن شاء الله بعد عودته. وها هما ينتظرانه.
لكن الأخت كان تشعر أنها تفعل شيئا من وراء أهلها بحديثها مع الشاب، حتى أختها لا تعلم، ولكنها بالنسبة للشاب صاحبة رؤيا بمعنى أنه عند اقتراحه أمرا هي تخبره بمدى جدواها وبشخصيات وبردود أفعال الأشخاص، وماذا قد يكون رد فعل هذا، أو من سيقف مع هذا الكلام، ومن لن يتقبل كلاما آخر وهكذا ، على أساس أنها من البيت وأدرى بشخصياتهم ومعرفتها بهم، فتساعد الشاب على ذلك ، وما دفعها لذلك إلا ما تراه من الشاب من إخلاص نية وصدق ، فكانت تشعر بتأنيب ضمير، إلا أنها تعلم وتثق أنها تفعل الأمر الصواب، فمن جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ، الأمر الذي قاله الشاب للأم مباشرة في آخر مرة، وأن ما تفعله من إنهاء ذلك الزواج على عدم رغبة أي أحد سوى رغبتها هي فقط يعتبر فتنة وفساد، وهو مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
فعائلة الفتاة تكاد بأجمعها مبتهجة بهذا الزواج ، فما تراها من حالة نفسية وصلت لها أختها ورفضها لأي أحد أو مجرد الفكرة وما وصل بها لحالة من الإرهاق والنوم المستمر ، وما رأته من الشاب من محاولات في إتمام الأمر حتى يومنا هذا ، ودون أن يعرف أي أحد بأي محاولة سوى الشخص الذي يتم التحدث إليه، وبالطبع فالفتاة لا تعرف شيئا في أكثر الأحوال، ولو عرفت يكون عن طريق غير مباشر، وحتى ليس عن طريق أختها التي تساعد الطرفين أن يعبرا دون أن يتأذى أحد قدر المستطاع ، وتتحمل في ذلك الكثير من التعب ( يؤجرها الله عنه خيرا إن شاء الله)ما رأيكم دام الله فضلكم ؟ وما قولكم في صنيع الأخت ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على هذه الأخت في صنيعها ما دامت الفتنة مأمونة، والكلام بينها وبين هذا الشاب في حدود المصلحة من غير خضوع بالقول أو كلام زائد عن الحاجة، وإن كان الأولى أن يكون هذا الكلام عن طريق بعض محارم المرأة .

واعلم أن الأم لا ولاية لها في تزويج ابنتها، فالولاية في الزواج تختص بالعصبات ولا مدخل فيها للنساء، وأحق الناس بتزويج المرأة أبوها، ثم جدها، ثم ابنها، ثم أخوها الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم وإن سفلوا، ثم العمومة. وانظر الفتويين : 63279، 22277.

وعلى كل فإن كان الشاب أو غيره كفؤا للفتاة ورغبت في زواجه فلا حق لأهلها في منعها من الزواج به، وإذا منعوها فمن حقها رفع أمرها للقاضي ليزوجها أو يأمر وليها بتزويجها، كما بيناه في الفتوى رقم : 79908.

والذي ننصح به أن يتقدم الشاب لولي الفتاة الشرعي ويخطبها منه، وإذا ظلت الأم رافضة فليتدخل بعض أقارب الفتاة ليقنعوا أمها بالموافقة على هذا الشاب، فإن أصرت على الرفض فلا مانع من تزويج الفتاة رغم أمها، لكن على كل حال فإن على الفتاة بر أمها والإحسان إليها. وانظر الفتوى رقم : 20914.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة