الإتيان بالذكر الوارد فيمن تعار من الليل أرجى لإجابة الدعاء

0 423

السؤال

سؤالي شيخنا الفاضل: هل يجب ويلزم على من يستيقظ ليلا - تعار من الليل - ودعا الله أن يرفع كفيه للدعاء؟ وهل عليه أن يدعو في البداية بالدعاء المأثور لمن تعار بالليل(لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله )؟ أم لا بأس عليه أن يدعو الله بما يجول في خاطره دون ذكر هذا الدعاء في البداية؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
 
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته. رواه البخاري وأبو داود والترمذي.
ورفع اليدين عند الدعاء عموما مستحب؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 32283 وليس بواجب.
وأما السؤال عما إذا كان له أن يدعو من غير أن يقول هذا الذكر الوارد في الحديث، فجوابه أن الأولى المحافظة على الذكر الوارد في الحديث، حتى تتم استجابة الدعاء؛ لأن الظاهر من الحديث أنه علق الاستجابة بتقدم ذلك الذكر. { من تعار .. ثم قال ... استجيب له } وهذه الاستجابة اليقينية كما قال العلماء.
وأما الاستجابة الاحتمالية فهي واردة على الدعاء ولو لم يتقدمه هذا الذكر؛ لأن الله تعالى يجيب من دعاه.
جاء في تحفة الأحوذي في شرح الحديث المتقدم :
قال ابن الملك: المراد بها الاستجابة اليقينية لأن الاحتمالية ثابتة في غير هذا الدعاء . وقال بعض أهل العلم : استجابة الدعاء في هذا الموطن وكذا مقبولية الصلاة فيه أرجى منهما في غيره. اهـ
ونفيد الأخ السائل بهذه الفائدة التي ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح حيث قال :
قال أبو عبد الله الفربري الراوي عن البخاري : أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ثم نمت فأتاني آت فقرأ ( وهدوا إلى الطيب من القول ) الآية. اهـ وانظر الفتوى رقم: 21358 ، والفتوى رقم: 144295 .
والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة