السؤال
هل للقاتل توبة مع أن الله عز وجل أخبر أنه يتوب على العبد من جميع الذنوب التي في حق الله؟ فهل القتل ذنب في حق الله؟ أم حق العباد؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن للقاتل توبة, جاء في الموسوعة الفقهية: فذهب جمهور الفقهاء إلى أن للقاتل عمدا ظلما توبة كسائر أصحاب الكبائر، للنصوص الخاصة الواردة في ذلك والنصوص العامة الواردة في قبول توبة كل الناس: منها قول الله تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ـ وأما قوله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ـ فيحمل مطلق هذه الآية على مقيد آية الفرقان، فيكون معناه: فجزاؤه جهنم خالدا فيها، إلا من تاب, ولأن توبة الكافر بدخوله إلى الإسلام تقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى. اهـ.
والقتل ظلما يتعلق به ثلاثة حقوق: حق الله تعالى, وحق القتيل, وحق أولياء القتيل, قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في الجواب الكافي: والتحقيق في المسألة أن القتل يتعلق به ثلاثة حقوق: حق لله، وحق للمظلوم ـ المقتول ـ وحق للولي، فإذا سلم القاتل نفسه طوعا واختيارا إلى الولي ندما على ما فعل وخوفا من الله وتوبة نصوحا يسقط حق الله بالتوبة، وحق الولي بالاستيفاء، أو الصلح، أو العفو، وبقي حق المقتول يعوضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب المحسن ويصلح بينه وبينه، فلا يبطل حق هذا ولا تبطل توبة هذا. اهـ.
والله أعلم.