السؤال
هل إذا قلت: لن أنصح فلانا، لأنني أظنه لن يستجيب لنصيحتي، لأنني أعرفه أكون وكأنني ادعيت معرفة ما في قلبه؟ أستغفر الله العظيم، وهل علي وزر؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فلا يتعين حمل ما ذكرت على ادعاء معرفة ما في قلب هذا الشخص، بل يمكن حمله على أنك بنيته على تجربتك ومعرفتك السابقة التي فهمت منها عدم قبوله للنصيحة وبناء عليه، فلا يعتبر هذا من ادعاء علم الغيب، ولكنه لا ينبغي للداعية إلى الله تعالى أن ييأس من هداية الناس، وقبولهم لنصحه، لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، بل عليه أن ينصحهم قياما بالواجب عليه في ذلك ثم يستعين بالله ويسأله أن يهديهم، وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت يا رسول الله: إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من شدة الفرح، قال: قلت يا رسول الله: أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيرا ـ إلى آخر الحديث.
والله أعلم.