الحجارة التي بالطرقات الأصل فيها الطهارة لا النجاسة

0 300

السؤال

وأنا في طريقي إلى المسجد لابسا نعلا قد يدخل حجر في رجلي، أو القليل من الرمل فتقول لي نفسي إنه قد يكون هناك كلب لمس هذا الحجر، أو أي شيء من النجاسة لامستها فأضطر لغسل رجلي وقد أضيع تكبيرة الإحرام، أو نصف ركعة من الصلاة، وسؤالي هنا: هل أتبع هذه التخيلات أم أتركها؟ وهل إذا كانت نجسة حقا أكتفي بغسل رجلي بالماء؟ أم علي أن أعيد الوضوء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فهذا الذي تفعله هو من الغلو والتنطع والاسترسال المقيت مع الوساوس والتخيلات التي لا حقيقة لها، ويجب عليك أن تعرض عن هذا كله، فإنك تفتح على نفسك بذلك بابا من أبواب الشر، واعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة ولا ينجس شيء بمجرد الشك، وقد نص الفقهاء على طهارة طين الشوارع وإن احتملت نجاسته، بل إن غلب على الظن نجاسته ولم تتيقن فهو طاهر كذلك، فكيف إذا كان ذلك مجرد وهم ووسوسة، بل إن تيقنت نجاسته فإنه يعفى عن اليسير منه، قال النووي ـ رحمه الله: في طين الشوارع الذى يغلب على الظن نجاسته قولان: أحدهما: يحكم بنجاسته، والثاني: بطهارته بناء على تعارض الأصل والظاهر، قال الإمام: كان شيخي يقول وإذا تيقنا نجاسة طين الشوارع فلا خلاف في العفو عن القليل الذى يلحق ثياب الطارقين، فإن الناس لا بد لهم من الانتشار في حوائجهم فلو كلفناهم الغسل لعظمت المشقة. انتهى.

وقال المرداوي في الإنصاف: وأما طين الشوارع فما ظنت نجاسته من ذلك فهو طاهر على الصحيح من المذهب، قدمه في الفروع، وقال ابن تميم: هو طاهر ما لم تعلم نجاسته، قال في القاعدة التاسعة والخمسين بعد المائة: طاهر نص عليه أحمد في مواضع وجعله المجد في شرحه المذهب ترجيحا للأصل وهو الطهارة في الأعيان كلها، قال في الرعايتين والحاويين ومجمع البحرين: وطين الشوارع طاهر إن جهل حاله. انتهى.

فعليك أن تطرح عن نفسك هذه الوساوس والأوهام، ولا يلزمك غسل رجلك فضلا عن الوضوء لمجرد هذه الشكوك التي يلقيها الشيطان في قلبك ليحول بينك وبين الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات