السؤال
أريد أن أسأل عن بعض الأحاديث النبوية:
1-إنما الشؤم في ثلاثة: الفرس والمرأة والدار .
2- إذا أفاد أحدكم المرأة أو الخادم أو البعير فليضع يده على ناصيتها ثم يقول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه.
هل هذه الأحاديث صحيحة؟ ولماذا دائما تجمع المرأة في الأحاديث مع الخدم والحيوانات ؟؟؟!!! أليس في هذا إهانة للمرأة؟ ما وجه الشبه بينها وبين الخادم أو الحيوان حتى يجمع بينها وبينهم فى نفس الحديث؟ جزاكم الله خيرا على مجهودكم وردودكم على الأسئلة، وأعانكم على فعل الخير، وفقهكم في الدين، وأسكنكم الفردوس الأعلى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديثان المذكوران ثابتان، فالأول منهما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، والثاني رواه ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وينبغي أن يعلم أنه لا يوجد دين عرف للمرأة مكانتها كما هو الحال في دين الإسلام، فقد كرمها أيما تكريم. يعرف ذلك من عرف حال المرأة في باقي الديانات، بل وفي القوانين الأرضية في مختلف العصور، فقد أهانت المرأة أيما إهانة، وللمزيد بهذا الخصوص نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها:
63944057290164410
فتبين بهذا أن احتقار المرأة في النصوص الشرعية ليس واردا أصلا.
وليس في هذه الأحاديث ولا غيرها مساواة للمرأة بالخدم والحيوانات، ومن فهم هذا منها فقد أخطأ.
فغاية ما يفيده الحديث الأول أن الشؤم إن كان فهو في تلك الثلاث ومن ضمنها المرأة.
وأما الحديث الثاني ففيه الأمر بسؤال الله عز وجل خير ما يستفيده الإنسان، ويطرأ عليه من امرأة أو غيرها، وليس في الجمع بهذه الصورة ما يفيد مساواة، فقد جمع الله عز وجل بين فاضل ومفضول حيث جمع بين ما في السماوات (ومن ضمنه الملائكة) وبين الجمادات والبهائم فقال جل شأنه: ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس (الحج:18) . ولا يقتضي هذا مساواة بين هذه المذكورات المشتركة في ذلك الحكم وهو السجود لله. هذا وقد ذكر أهل العلم وجه الشبه بين تلك الثلاث في هذه الأحاديث، وهو كثرة ملازمتها لصاحبها.
قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري نقلا عن المهلب أنه قال: فأعلمهم أن الذي يعذبون به من الطيرة لمن التزمها إنما هو فى ثلاثة أشياء وهى الملازمة لهم، مثل دار المنشأ والمسكن، والزوجة التي هي ملازمة فى حال العيش اليسير، والفرس الذى به عيشه وجهاده وتقلبه...اهـ.
وننبه إلى أنه إذا ورد نص شرعي وجب على المسلم تصديق ما تضمن من معنى، وإذا سأل عن حكمته فليسأل سؤال مستفسر لا سؤال معترض. وراجع الفتوى رقم: 64472
والله أعلم.