لا حرج على الإنسان فيما غلب عليه بسبب الوسواس القهري بعد اجتهاده في دفعه

0 211

السؤال

أعاني من وسواس قهرى يضيع الكثير من وقتي بلا فائدة، وهو وسواس التشاؤم والتفاؤل متأثرا بأشياء حدثت فى الماضي لا أدري ماذا أفعل؟ فمثلا يفرض علي أشياء إن فعلتها سيحدث كذا، وأشياء أخرى لو فعلتها لن يحدث كذا، مع أنني أؤمن بالقضاء والقدر، وأشعر بسخافة هذه الأشياء، لكنني أخاف منها ولا أدري لماذا؟ كما أنه يربط أشياء مثل الذنوب بأشياء ستحدث، أو لا تحدث، فهل هناك علاج فعال لذلك؟ وهل يحساب الله الإنسان على الأفعال القهرية لو صدقت هذه الأشياء لفترة قصيرة على ذنب؟ أرجو الرد بسرعة، لأنني أعتمد عليكم كثيرا في حل هذه المشكلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فما دمت تعلم سخف هذه الأفكار وأنه لا أساس لها من الصحة ولا صدق لها في الواقع وليست هي موافقة للشرع المطهر فعليك أن تعرض عنها، وأن تجاهد نفسك في مدافعتها، واعلم أنك لا تؤاخذ على ما لا تستطيع فعله، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلو غلبتك هذه الوساوس بحيث لم تستطع لها دفعا، فإن ذلك لا يضرك ـ بإذن الله ـ ولكن لا تستسلم لها ولا تسترسل معها ما أمكنك، بل جاهدها ودافعها، واحرص على التخلص منها بكل ممكن، وأنت مأجور على مدافعتك لما يعرض لك من الوساوس ـ بإذن الله ـ وانظر الفتوى رقم:  147101.

فقد بينا لك سبيل التخلص من هذه الأوهام فعليك بلزومه، وأما تصديق هذه الخواطر فهو إن وقع اضطرارا بغير اختيار منك رجونا أن لا يكون عليك إثم، واعلم أن الذنوب لها أثر في تعسير الأمور وسد باب التوفيق على العبد، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم { الشورى: 30}.

وأن التشاؤم والتطير من عمل أهل الجاهلية الذي لا يليق بمسلم شرفه الله بهذا الدين الحنيف وأعطاه عقلا تاما أن يسلم نفسه لهذه الخرافات التي لا أصل لها، وأما الفأل فقد كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم، والفأل هو الكلمة الطيبة كما ورد في الحديث، فوطن نفسك أن لا تتعدى حدود الشرع ولا تتجاوز ما أذن فيه، واستعن بالدعاء وبالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كلما عرض لك ما لا يجوز منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة