السؤال
لماذا للنبي محمد صلى اللـه عليه وسلم مزيد محبة على بقية الأنبياء والمرسلين؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأعلاهم منزلة عند الله تعالى، فهو سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين. وكما فضله ربه عز وجل على غيره من الأنبياء، فقد خصه أيضا بأنه لا يؤمن العبد حتى يكون أحب إليه من جميع الخلائق، فقد روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله فضلني على الأنبياء. الحديث. وعند مسلم وأبي داود والترمذي واللفظ له: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ ـ آدم فمن سواه ـ إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر.
قال النووي في شرح مسلم: وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم. اهـ.
وفي الصحيحين من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.
وقد بوب البخاري في صحيحه فقال: باب حب الرسول ـ قال الحافظ ابن حجر: اللام فيه للعهد والمراد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرينه قوله حتى أكون أحب، وإن كانت محبة جميع الرسل من الإيمان، لكن الأحبية مختصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وفي كلام القاضي عياض أن ذلك شرط في صحة الإيمان، لأنه حمل المحبة على معنى التعظيم والإجلال، وتعقبه صاحب المفهم بأن ذلك ليس مرادا هنا، لأن اعتقاد الأعظمية ليس مستلزما للمحبة، إذ قد يجد الإنسان إعظام شيء مع خلوه من محبته، قال فعلى هذا من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه. انتهى.
ومن المعلوم أن الله تعالى فضل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض، كما قال تعالى: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض { البقرة: 253}.
وكما قال تعالى: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض { الإسراء: 55}.
قال ابن كثير في نفسيره: ولا خلاف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى على المشهور. اهـ.
والمحبة تابعة لهذا التفضيل، وليست لمجرد التشهي، فإذا تقرر هذا تبين للسائل وغيره وجه تخصيصه صلى الله عليه وسلم بمزيد محبة على سائر الخلائق.