حكم من غضب فخاطب ربه قائلا أنا أكرهك وأكره قدرك

0 283

السؤال

ذات مرة كنت غاضبة جدا وكنت من شدة غضبي أكلم ربي وقلت له: أنا أكرهك وأكره قدرك ـ فهل أنا بذلك كافرة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فمجرد التسخط بالقلب قد يوصل المرء للكفر ـ والعياذ بالله ـ وذلك إذا كان سببه الشك في حكمة الله وعلمه وقدرته وعدله، أو الاعتراض على ربوبيته وقضائه وقدره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 133564.

فما بالنا لو أظهر ذلك بلسانه؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا ـ وأشار إلى لسانه ـ أو يرحم. متفق عليه.
ولا شك أن المقولة الشنيعة التي ذكرتها السائلة من الكفر الصريح والتسخط البين والجرأة على الله تعالى، ومع ذلك فإن الله يتوب على من تاب، ولو بلغ ذنبه ما بلغ، كما قال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم { المائدة: 73 ـ 74}.

فعرض عليهم التوبة رغم فظاعة مقالتهم وفساد اعتقادهم.

وقال سبحانه: وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم { المائدة: 64ـ 65}.

قال السعدي: وهذا من كرمه وجوده، حيث ذكر قبائح أهل الكتاب ومعايبهم وأقوالهم الباطلة، دعاهم إلى التوبة وأنهم لو آمنوا بالله وملائكته، وجميع كتبه، وجميع رسله، واتقوا المعاصي، لكفر عنهم سيئاتهم ولو كانت ما كانت، ولأدخلهم جنات النعيم التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. اهـ.
فعلى السائلة أن تنطق بالشهادتين وتبادر إلى توبة نصوح، ندما على ما قالت، وعزما على عدم العود، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

وقال عز وجل: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم {الأنعام:54}.

وقال سبحانه: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110}.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 137822 94873 147945.

والله أعلم . 
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة