السؤال
ما حكم مسجد الضرار في الإسلام؟ وهل يعتبر الجامع الأزهر مسجد ضرار؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فمسجد الضرار هو كل مسجد بني لمضارة المسلمين وأذيتهم، وألحق به العلماء ما بني من المساجد رياء وسمعة، فما علم أنه من مساجد الضرار وقامت على ذلك البينة لم تجز الصلاة فيه، لقوله تعالى: لا تقم فيه أبدا { التوبة: 108}.
قال القرطبي: قال علماؤنا: وكل مسجد بني على ضرار، أو رياء وسمعة فهو في حكم مسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه. انتهى.
وقال القاسمي: دلت الآية على أن كل مسجد بني على ما بني عليه مسجد الضرار، أنه لا حكم له ولا حرمة ولا يصح الوقف عليه، وقد حرق الراضي بالله كثيرا من مساجد الباطنية والمشبهة والمجبرة وسبل بعضها. نقله بعض المفسرين. اهـ
قال الزمخشري: قيل: كل مسجد بني مباهاة، أو رياء وسمعة، أو لغرض سوى ابتغاء وجه الله، أو بمال غير طيب هو لاحق بمسجد الضرار، وعن شقيق أنه لم يدرك الصلاة في مسجد بني عامر، فقيل له: مسجد بني فلان لم يصلوا فيه بعد، فقال: لا أحب أن أصلي فيه، فإنه بني على ضرار، وكل مسجد بني على ضرار، أو رياء وسمعة، فإن أصله ينتهي إلى المسجد الذي بني ضرارا. انتهى.
هذا عن مسجد الضرار وما في معناه إذا تحقق كونه مسجد ضرار.
وأما الجامع الأزهر: فحاشاه أن يكون مسجد ضرار، بل هو من صروح الإسلام الشامخة وقلاعه العتيدة، ولقد نفع الله به عبر الأزمان خلائق من المسلمين لا يحصون كثرة ممن درسوا فيه ونهلوا من علوم مشايخه وعلمائه، وما أكثر العلماء الناصحين المخلصين الذين حملوا هموم الأمة وقاموا بنصرة قضاياها في القديم والحديث والذين هم خريجو هذا الجامع المبارك ـ إن شاء الله.
والله أعلم.