السؤال
أنعم الله علي بأن أحسن صورتي الخلقية والخلقية، فأنا ـ والحمد لله ـ ملتزمة منذ سنين، لكن لدي مشكلة، وهي أن لدي رغبة في أن أتزوج حتى أحصن نفسي، فأين ما أذهب تلاحقنني أعين الشباب، مع أنني غير متبرجة وملتزمة باللباس الشرعي، وفي بداية العشرين من عمري، وعندما أرى هؤلاء المعجبين بي أضعف أحيانا، وفي الآونة الأخيرة بادلت أحدهم النظرات، ولا يتعدى الأمر ذلك، أقوم الليل كل ليلة، وأدعو الله أن يرزقني زوجا، لكن لم يرزقني مع أنني أخذت جميع أسباب الاستجابة في الأوقات، وأبتعد عن المعاصي قدر استطاعتي، تقدم لي في السابق شباب لكن أبي رفضهم لكونه كان يراني صغيرة بعد. وأنا في اختبار صعب لست أقدر على أن أجتازه، فأنا أسأل الله الستر، وفي نفس الوقت نظرات الشباب لي تشتتني خاصة أنهم شباب لا يقدرون على الزواج، وأنا لدي رغبات وشهوات وأريد الحلال، لكنني لا أحصل عليه، وليس بيدي الحصول عليه، فماذا أفعل؟ أخاف على نفسي، أريد حلا عمليا لو سمحتم، وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فنسأل الله أن يقر عينك بزوج صالح، واعلمي أنه لا حرج على المرأة أن تطلب من الرجل الصالح أن يتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري وتستعفي، ومما يعينك على ذلك كثرة الصوم مع الحرص على غض البصر، فإنه من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجعي في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.
وعليك بستر وجهك عندما تخرجين خارج بيتك، فاستعيني بالله وجاهدي نفسك، واحمليها على غض البصر، واجتناب مواضع الفتن، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، واحرصي على مصاحبة الصالحات وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله، فإنه قريب مجيب، ولا تتركي الدعاء يأسا من الإجابة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. متفق عليه.
واعلمي أن الدعاء المشروع نافع بكل حال، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.