السؤال
بارك الله على القائمين على هذا الموقع الذي ينفع عموم المسلمين ـ بإذن الله ـ أنا شاب أتساءل عن حكم شخص يتابع فلما أو مسلسلا بمحض إرادته، ويحصل أن يحتوي الفلم مثلا على تجاوزات دينية مثل الاستغاثة بالمسيح، أو أي من المغالطات الأخرى التي تحصل من غير المسلمين، وتتعارض مع ديننا، وسؤالي هو: ما حكم من يتابع هذه الأشياء؟ وهل يكفر، لأنه شاهد فلما يستغيث ممثلوه بالمسيح على سبيل المثال؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا يجوز للمسلم متابعة وشراء هذا النوع من الأفلام التي تحتوي على المخالفات الشرعية، فقد قال الله تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين {الأنعام:68}.
وقال تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا {النساء:140}.
ثم إن المشاهد للأفلام التي تحتوي على الشرك لا يخرج من الملة، فلا يكفر المشاهد بمجرد المشاهدة ما دام لم ينشرح صدره لذاك، وقد ذكر أهل العلم أن مجرد حضور مجلس نحو المذكور في قوله تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم {النساء: 140}. لا يخرج العبد من الملة هكذا بإطلاق، فإن هذا إنما يكون مع الرضا بقولهم وإقرارهم عليه، فالمثلية المذكورة في الآية لها درجات متفاوتة، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: هذه المماثلة لهم خارجة مخرج التغليظ والتهديد والتخويف، ولا يصير المؤمن منافقا بجلوسه إلى المنافقين، وأريد المماثلة في المعصية لا في مقدارها، أي أنكم تصيرون مثلهم في التلبس بالمعاصي. اهـ.
وقال الطبري: يعني فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، مثلهم في فعلهم، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوه منها، فأنتم إذا مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه. اهـ.
والله أعلم.