حكم إهداء الملابس لمن يستخدمها في محرم

0 262

السؤال

نحن نعيش في بلد غير بلدنا، وعندما ننزل في الإجازة نشتري هدايا للأهل، ولكن عائلتنا جميع بناتها يرتدين البناطيل، والنساء يرتدين عبايات كتف وعليها طرح قصيرة، واشترينا هدايا السفر، وفيها ملابس قد نأثم عليها عندما يلبسنها، وهذا ما قرأته في فتوى لديكم، ولكن ماذا نفعل في كل هذه الملابس التي اشتريناها؟ حتى وإن قلنا لهن ألا يلبسنها بمفردها، ويجب عليهن لبس عبايات رأس أي أنها توضع على الرأس ولا تبين معالم الجسم يقلن إن شاء الله، وبعدها من الممكن أن يلبسنها خارج المنزل من ورائنا، حتى وإن قلنا البسنها في المنزل فهن يجلسن مع رجال غير محارم بملابس غير ساترة وبدون حجاب، فماذا نفعل في كل ما شريناه؟مع العلم أنني قرأت الفتوى رقم: 157881، وأعلم أن هذا لا يجوز ولكن ماذا نفعل في كل ما اشتريناه، وخصوصا أننا لم يعد لنا إلا 17 تقريبا ونسافر، وقد جهزنا الحقائب ولم تعد فرصة للشراء بسبب الوضع المالي، ولا نستطيع النزول للسوق كثيرا، وأيضا هن من طلبن هذه الهدايا التي اشتريناها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العباءة لا يشترط أن تكون رأسية كما بينا في الفتوى السابقة مع إحالاتها، وأما تصرف من يهدي إليهن فان غلبة الظن في هذا تنزل منزلة اليقين، كما قال العلوي في مراقيه: بغالب الظن يدور المعتبر. اهـ.
وقال الشاطبي في الاعتصام: الحكم بغلبة الظن أصل في الأحكام. اهـ.

وعليه، فمجرد الاحتمال، أو توهم عملهن بخلاف النصائح التي أعطيتموهن لا يعتبر، وأما إن غلب على الظن استخدام الهدايا في الحرام فلا تعينوهن على ذلك، واهدوا الهدايا لمن يغلب على الظن أنه لا يستخدمها فيما لا يرضي الله تعالى، ثم إنه لا يبعد فيمن أهديت لها هدية وطلب منها المهدي أن تتقيد فيها بالضوابط الشرعية أن تلتزم بتلك التوجيهات والتعليمات، بل قد يكون الأفضل أن يهدى لهن مثل هذه الملابس وأن يجعل ذلك وسيلة لنصحهن وترهيبهن من المنكر وترغيبهن في الخير والاستقامة، وأما عن قولك ما ذا نفعل بالملابس فهذا لا إشكال فيه فيمكن أن تطلبوا الإقالة من المحل الذي اشتريت منه، أو تستعملوها لأنفسكم، أو تهدوها لمن لا يستخدمها استخداما محرما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة