الاسترسال مع الوساوس يفسد دين المرء ودنياه

0 370

السؤال

أنا التزمت من جديد، وعانيت من وسواس الوضوء والطهاره، ثم انتقل بي الوسواس إلى حديث النفس بألفاظ كفرية، فكنت أغتسل في اليوم عند كل فرض أحيانا خوفا من الوقوع في الكفر ظنا أنه شرط في العودة لدخول الإسلام، وعندما عرفت أنه لا يشترط أصلا الغسل حتى للكافر الداخل في الإسلام صرت أنطق بالشهادتين فقط، فاحسست أن هذه استهانة، ولكن الآن والحمد لله تخلصت منها وذلك لعدم التفاتي لها، ولكن الآن وأنا أكتب هذا الحديث صارت تأتيني فهل أؤاخذ على ذلك أم لا ؟.
المهم أنا الآن أعاني من وسواس الطهارة فأستيقظ من النوم وأغتسل خوفا من أن أكون قد احتلمت وأنا لا أعرف، وأحيانا في الاستيقاظ وبعد الاستنجاء أحيانا يبقى مذي ينزل وأحيانا لا يكون، المهم أني أتأخر عن الكثير من الصلوات، وصرت أعجز عند الوضوء وأنا سأذهب للعمرة، وأخاف أن ينكد ويذهب حلاوة الاستمتاع بالرحلة ذلك الوسواس، وأن يفسد عبادتي والعياذ بالله، فماذا أفعل إن كان ينزل مذي أو ودي بعد الاستنجاء؟ وهل أكون آثما على حديث النفس الذي حصل الآن لأنه عندما كتبت هذه الكلمات عاد إلي الكلام ؟ ومتى أغتسل؟ وأحيانا تأتيني تفكيرات شهوانية في الصلاة خارجة عن إرادتي، فإذا نزل شيء هل تبطل الصلاة؟ علما أني أحاول دفعها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوسوسة من شر الأدواء وأفتك الأمراض التي متى ما تمكنت من العبد أفسدت دينه ودنياه، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وأن تحرص على التخلص منها في أي صورة وردت وعلى أي وجه أتت، وراجع الفتوى رقم: 134196.

أما ما يعرض لك من حديث النفس فلا تلتفت إليه، واعلم أنه لا يضرك إن شاء الله، فإن من رحمة الله بعباده أن تجاوز لهم عما حدثت به أنفسهم، فجاهد هذه الوساوس وادفعها عنك، واعلم أنك تؤجر على مجاهدتها إن شاء الله، وراجع الفتوى رقم: 147101.

وأما الغسل فإنه لا يلزمك إلا إذا تيقنت أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وأما مع الشك فلا يلزمك الاغتسال، فعليك أن تترك ما تفعله من الاغتسال عند استيقاظك من النوم لأنه من جملة الوساوس التي أنت مصاب بها، وأما ما يخرج عقب البول فهو ما يسمى بالودي، فإذا كنت متحققا من خروجه ولم يكن ذلك مجرد وهم ووسوسة فانتظر حتى ينقطع خروجه ثم اغسل ما أصاب بدنك وثيابك منه وتوضأ وضوءك للصلاة.

 وأما ما يعرض لك من الخواطر في أثناء صلاتك فلا يؤثر في صحتها، ولكن عليك بالاجتهاد في مدافعة هذه الخواطر والحرص على تحصيل الخشوع، ثم إذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك شيء من جراء هذه الخواطر، فإن صلاتك تبطل بذلك ويجب عليك الاستنجاء وإعادة الوضوء ثم الصلاة، ولا تترك الصلاة وتقطعها لمجرد الشك في أنه قد خرج منك شيء.

 وأما عمرتك نسأل الله لنا ولك القبول فإنها ستمر على ما تحب إن شاء الله إن أنت أعرضت عن الوساوس ولم تعرها اهتماما ولم تلتفت إلى شيء منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة