السؤال
جازفت وقمت بعمل غريب وعجيب وهو محاولة تخفيف شعر لحيتي بالليزر رغم تحذير الطبيب لي بأنها من الممكن ألا تنبت ثانية ولكن كان لي مبرراتي .. فشعر لحيتي كثيف وسميك وينبت بسرعة ومن خلال ما قرأت عن الليزر أنه يخفف الشعر ويؤخر ظهوره فجازفت وقمت بعمل جلسة ليزر لتخفيف شعر اللحية .. وبعد أسبوعين بالضبط أو أقل .. لاحظت أن بعض المناطق في لحيتي لا يوجد بها شعر إطلاقا والبعض الآخر ينمو فيه الشعر بكثافة مما سبب لي حرجا بالغا بين الناس وشوه شكل لحيتي .. السؤال الآن إن كان لا يوجد هناك إلا حل واحد وهو عمل جلسة أخرى لتسوية كل شعر ذقني بعضه ببعض بحيث لا يصبح هناك بعض المناطق بها شعر والبعض الأخر لا يوجد فيه .. فما الحكم .؟؟ أنا أعلم أنني جازفت في البداية وأخطأت واستغفرت ربي ولكني الآن أمام أمر واقع فما الحل ؟ جزاكم الله خيرا...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو إعفاء اللحية وإرخاؤها وتوفيرها وقد ورد كثير من الأحاديث في شأن اللحية، منها الآمر بإعفائها، ومنها الناهي عن حلقها، وعن التشبه بالمشركين الذين يحلقونها.
وردت هذه الأحاديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وأبو هريرة في البخاري ومسلم ومسند أحمد وسنن النسائي وسنن أبي داود وجامع الترمذي وموطأ مالك ومعجم الطبراني ومسند البزار ومسند أبي يعلى وغيرها.
فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس. رواه مسلم وأحمد. وقوله: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب. متفق عليه.
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين، وفروا اللحية، وأحفوا الشوارب.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس.
وقال الإمام ابن عبد البر في التمهيد: يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال يعني بذلك المتشبهين بالنساء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيف شعر اللحية. رواه مسلم عن جابر، وفي رواية: كثيف اللحية، وفي أخرى: كث اللحية، والمعنى واحد. انتهى.
وقد أجاز كثيرمن العلماء الأخذ من اللحية إذا زادت على القبضة، قال الإمام النووي في المجموع: قال الغزالي في الإحياء: اختلف السلف فيما طال من اللحية، فقيل: لا بأس أن يقبض عليها ويقص ما تحت القبضة، فعله ابن عمر ثم جماعة من التابعين واستحسنه الشعبي وابن سيرين وكرهه الحسن وقتادة وقالوا: يتركها عافية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأعفوا اللحى. قال الغزالي: والأمر في هذا قريب إذا لم ينته إلى تقصيصها، لأن الطول المفرط قد يشوه الخلقة. هذا كلام الغزالي، والصحيح كراهة الأخذ منها مطلقا، بل يتركها على حالها كيف كانت، للحديث الصحيح: وأعفوا اللحى.. انتهى.
وأما إذ حصل ما حصل فلا مانع من هذه العملية مرة ثانية، لإعادة شعرك لوضعه الطبيعي وإزالة التشويه عنه.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 104721 ، 42724، 102366
والله أعلم.