السؤال
أريد أن أسألكم بالنسبة للحيض: في الآونة الأخيرة كل شهر وقبل أن يأتيني الحيض تنزل بضع قطرات دم، وكل مرة أتوقف عن الصلاة ظنا مني أنني حضت وبعد يوم أو في نفس اليوم في وقت متأخر ينقطع الدم، وتكون لدي إفرازات طبيعية مع أوساخ، وبعدها بيوم أو يومين أحيض، وسؤالي هو كالتالي: هل في هذه الحالة تجب علي الصلاة ويحوز الجماع أو أنه حرام؟ وهل اليوم الأول الذي كانت فيه قطرات الدم يعد حيضا أم لا؟ الرجاء أفيدوني بمعرفتكم، لأنني أواجه نفس المشكلة كل شهر وأتوقف عن الصلاة، ومن خوفي أن أكون مخطئة أعيد كل الصلوات التي لم أصلها؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت عادتك قد جرت برؤية هذا الدم ثم انقطاعه ثم رؤية الدم بعده بيومين، فهذا الدم الذي ترينه أولا دم حيض، وهو مع ما بعده حيضة واحدة ملفقة، فالواجب عليك إذا رأيت هذا الدم أن تدعي الصلاة وسائر ما تمسك عنه الحائض، فإذا انقطع فاغتسلي ولك جميع أحكام الطاهرات على الراجح حتى يعود مرة أخرى، وإذا انقطع الدم وخرجت صفرة أو كدرة متصلة به، فحكمها حكم الحيض فلا تغتسلي، بل لا تزالين حائضا، وإنما تطهرين برؤية الجفوف وذلك بأن ينقطع خروج الدم والصفرة والكدرة، ولا يجوز لزوجك أن يجامعك مدة خروج الدم وما اتصل به من صفرة، أو كدرة، فإذا انقطع خروج الدم وما اتصل به من صفرة، أو كدرة واغتسلت جاز له أن يجامعك حتى يعود الدم، لما مر من أن هذا الطهر المتخلل طهر صحيح لك فيه جميع أحكام الطاهرات، قال في كشاف القناع: فمن كانت ترى يوما، أو أقل، أو أكثر دما يبلغ مجموعه أقل الحيض يوما وليلة فأكثر، وترى طهرا متخللا لذلك الدم، سواء كان زمنه كزمن الطهر، أو أقل أو أكثر، فالدم حيض ملفق فتجلسه، لأنه لما لم يمكن جعل كل واحد حيضة ضرورة نقصه عن اليوم والليلة، أو كون الطهر بين الحيضتين ثلاثة عشر تعين الضم، لأنه دم في زمن يصلح كونه حيضا أشبه ما لو لم يفصل بينهما طهر والباقي أي: النقاء طهر لما تقدم من أن الطهر في أثناء الحيضة صحيح فتغتسل فيه، وتصوم وتصلي، لأنه طهر حقيقة. انتهى.
والله أعلم.