السؤال
هل الدعاء استعانة أم عبادة؟ و هل الاستعانة بالله عبادة؟ ما معنى اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ؟
هل الدعاء استعانة أم عبادة؟ و هل الاستعانة بالله عبادة؟ ما معنى اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدعاء أساس العبادة لأنه يتضمن معاني التوحيد الذي يشمل إخلاص العبادة لله تعالى والاستعانة به، وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الدعاء هو العبادة. ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
والاستعانة بالله تعالى التي نسألها في كل ركعة من صلواتنا داخلة في معنى العبادة، لأن العبادة- كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى- هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
ولذلك فإن دعاء الله – عز وجل- يعتبر استعانة به وعبادة له.
وأما الدعاء المذكور فهو دعاء جامع لخير الدنيا والآخرة. رواه أبو داود وغيره -وصححه الألباني- عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ إني والله لأحبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
ففيه تعليم لمعاذ وللأمة من بعده على طلب العون من الله تعالى في كل الأمور، فإن العبد أحوج شيء إلى مولاه في طلب إعانته على فعل المأمورات وترك المحظورات والصبر على المقدورات.
جاء في شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري: وقوله: أعني على ذكرك. المطلوب منه شرح الصدر، وتيسير الأمر، وإطلاق اللسان، وقوله: (وشكرك) المطلوب منه توالي النعم المستجلبة لتوالي الشكر، وإنما طلب المعاونة عليه؛ لأنه عسير جدا، ولذلك قال تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} [34: 13]. وقوله: (وحسن عبادتك) المطلوب منه التجرد عما يشغله عن الله، ويلهيه عن ذكر الله وعن عبادته ليتفرغ لمناجاة الله كما أشار إليه سيد المرسلين صلوات الله عليه: "وقرة عيني في الصلاة" وأخبر عن هذا المقام بقوله: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه. ووجه تخصيص الوصية بهذه الكلمات أنها مشتملة على جميع خير الدنيا والآخرة.
والله أعلم.