السؤال
بعد صلاة الاستخارة هل الإلهام الإلهي يأتيني فقط كحلم في الليل، أم من الممكن أن يأتيني الإلهام الإلهي بالخير في حال اليقظة؟ هل يجب أن أكون قوي الإيمان كي أصلي صلاة الإستخارة لأني كما سمعت فإن الحلم بالخير بعد صلاة الاستخارة لا يأتي إلا لشديد الإيمان، وليس لأي أحد. فهل هذا الكلام صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من الضروري أن يري المستخير رؤيا بعد الاستخارة فقد يرى رؤيا وقد لا يراها، ولكن انشراح الصدر أو عدمه يمكن الاعتماد عليه في التقدم لما تريد أو تركه كما قال النووي رحمه الله تعالى: إذا استخار مضى لما شرح له صدره. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسر له من الأمور هو الذي اختاره. انتهى. وقال علي القاري رحمه الله: ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحا خاليا عن هوى النفس. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "واختلف فيما ذا يفعل المستخير بعد الاستخارة فقال بن عبد السلام يفعل ما اتفق ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث بن مسعود في آخره ثم يعزم وأول الحديث إذا أراد أحدكم أمرا فليقل وقال النووي في الأذكار يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره ويستدل له بحديث أنس عند بن السني إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد لكن سنده واه جدا والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة وإلى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد ولا حول ولا قوة إلا بالله" انتهى.
وهذا الانشراح يحصل في اليقظة ولا يشترط فيه قوة الإيمان لأن الله يستجيب دعاء الداعي ولو كان ضعيف الإيمان، فالمستخير يسأل الله أن ييسر ويقدر له ما فيه الخير، فإذا تيسر الأمر دل ذلك على استجابة الدعاء. فقد أخرج البخاري من حديث جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسميه) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. وراجع الفتوى رقم: 109955 .
والله أعلم.