السؤال
ما حكم من يقول دائما لغيره: إني راض عنك وغاضب عليك.
ويقولها لمن هو أكبر منه وأعلم منه ثم يغضب إذا نهي عن قول هذا ؟
جزاكم الله خيرا
ما حكم من يقول دائما لغيره: إني راض عنك وغاضب عليك.
ويقولها لمن هو أكبر منه وأعلم منه ثم يغضب إذا نهي عن قول هذا ؟
جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نرى حرجا في هذا إذا كان لرضاه وغضبه ما يبرره، فإن عواطف الإنسان قد تتغير فيحب الشخص إنسانا ويرضى فيه أخلاقا معينة ويسخط منه أشياء أخرى.
وقد حض الشارع المسلم على أن يعتدل ويتوسط في أموره كلها وخاصة فيما يتعلق بالحب والكراهة، وأن يوازن بين المحمود والمذموم من أخلاق الشخص ويقارن بين ما يكرهه منه وبين ما قد يكون عنده من أخلاق مرضية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي. وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه الإمام مسلم وغيره.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق، لكنها دينة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك. انتهى.
كما حض الشارع أيضا على الحب في الله ولله، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أسباب وجدان حلاوة الإيمان, محبة المرء لله فقط، ففي الحديث المتفق عليه: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. وفي الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في.
والله أعلم.