السؤال
ما هي الأدلة الشرعية من القرآن والسنة المتعلقة في موضوع الحسد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
يقول الله تعالى في كتابه: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا [النساء:54-55]. وقال تعالى: ومن شر حاسد إذا حسد [الفلق:5].
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. وروى أبو دواد في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
وقال الحسن رحمه الله: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد نفس دائم، وحزن لازم وعبرة لا تنفد. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
وأخيرا: انظر إلى عاقبة الحسد، فاليهود حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم، فكفروا وهم يعلمون فضلوا وأضلوا، وانظر إلى سوء عاقبة الحسد، قيل الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء، وأول ذنب عصي الله به في الأرض، فأما في السماء فحسد إبليس لأدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.
ونسأل الله السلامة من هذه الصفة الذميمة.
والله تعالى أعلم.