السؤال
أنا بنت و رأيت شابا يفعل المعاصي و يرتكب كبائر الذنوب، و أريد أن أرشده لما هو صحيح، مع العلم أنه لا يعرفني ولا أعرفه، و أريد أن أرسل له فتاوى دينية و قصصا تهديه، لكن لا أعلم إذا كان هذ حلالا أو حراما ، مع العلم أن نيتي فقط لنصحه وقد يهتدي على يدي ولا أعلم إذا رأيت المنكر و سكت عليه قد أعاقب على السكوت .
الرجاء الإفادة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزى الله السائلة خير الجزاء على اهتمامها بالدعوة، وحرصها على هداية هذا الشاب، فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على الرجال والنساء لعموم النصوص العامة الآمرة بها، كقوله عز وجل: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [آل عمران:110] وغيرها من الآيات.
كما دلت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام على جواز دعوة الرجال للنساء، والنساء للرجال، وقد اتضح ذلك في طلب العلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها، من كثير من الرجال، كما أخذ العلم كثير من النساء من الرجال، وكان هذا في القرون الفاضلة، ولكنه لا بد أن يكون ذلك مع الالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال من دون خلوة أو توسع في الكلام فوق قدر الحاجة أو نحو ذلك من المحظورات الشرعية.
والأولى أن ينشغل الرجال بدعوة أمثالهم من الرجال، وأن يقوم النساء بدعوة النساء، ولا مانع أن تعمل المرأة ما تيسر عن بعد إذا أمنت الفتنة، فالدعوة إلى الله عز وجل عمل عظيم ومجالها واسع، فما استطاعت أن تفعله من إرسال النصائح للمحتاجين والأشرطة الدعوية، والكتيبات الدينية، كل ذلك من الأمور الدعوية النافعة .
وأما السكوت عن المنكر فلا يجوز لمن يقدر على السعي في تغييره فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وروى أحمد وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم ينكروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه.
والله أعلم.