السؤال
أرجوكــم أهلـكنـي الوسواس بدأ بالشك في الوضوء والطهارة وتطور ـ أعوذ بالله ـ حتى صرت أشك أنه لا يوجد يوم القيامـة ولا جـنة ولا نــار والله وربي ودي أن أرجع لديــني ودائما أدعـو ربي أن يرد لي ديني ويثبته على قلبي، علما بأنني كنت من قبل محافظة على الصلاة وعلى الواجبات والنوافل، أريد شيئا يبعد ويطرد جميع الوسواس، فهـل أنا مسـلمة مع هذه الشكوك التي تصدر مني غصبا عني؟ لأن أهـلي عرضوا علي أن أحج هذه السنة وأنا خائفة أن لا أكون من المسلمين وأحج وأنا على هذه الشكوك، والله ودي أن أرجع لديني ولأنني ذقت حلاوة الإيمان فصعب علي فراق هذه الحلاوة, وخائفة أن الله غاضب علي، آمنت بالله ورسوله، لا تنسوني من دعائكم وأن يحفظ الله ديني علي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فاعلمي ـ أيتها السائلة ـ أن إنكارك لتلك الوساوس وخوفك منها وتعاظمها عندك ودعاءك الله أن يذهبها عنك كل ذلك دليل على إيمانك ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: فقوله صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان ـ معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك.
وإننا نوصيك بالاجتهاد في طرد تلك الوساوس والعودة إلى المحافظة على الصلاة والذهاب إلى الحج إن تيسر لك ذلك وأن لا تكوني حبيسة تلك الخطرات، وقد قال تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا { النساء:76}.
ولمعرفة المزيد عن علاج تلك الوسوسة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 58741, 155557 147161, 138019.
والله أعلم.