سبيل النجاة من ضنك الوسواس

0 441

السؤال

لي سؤال في غاية الأهمية وأسألكم بالله العلي القدير أن تجيبوني بسرعة، فإن سؤالي جد مهم، جد مهم وهو: أنني كل ما دخلت الخلاء لقضاء حاجتي مثلا تبول أوسوس دائما بتناثر البول من المرحاض على فخذي وأنظف بالماء وأحيانا في الليل بعد الصلوات الخمس أهمل ذلك مع إحساسي بأشياء على فخذي أثناء التبول والغريب أن فخذي على المرحاض، فكيف ذلك أقول انتهت الصلوات وغدا أتطهر وقبل النوم أجلس على الكرسي فأحكم عليه بالنجاسة وأقول فخذي نجسة إذن الكرسي نجس ومع غسلي ليدي بعد التبول أقول لمست فخذاي إذن الكيبورد أو لوحة المفاتيح والفأرة وأزرار الحاسوب نجسة والكرسي نجس فأصبحت كلما أجلس عليها لا ألمس شيئا قبل مسح بدني بالماء وتبليله خشية أن لا تقبل صلاتي واليوم حاولت أن لا أفعل ذلك يعني حاولت التجاهل وقلت هذا وسواس فقال الشيطان: إن النجاسة الجافة على الحاسوب أجزاؤه صحيح أنها لا تتنجس بالجاف يقع عليها لكن أنت استعملت الحاسوب ويداك رطبتان وفي هذا قولان للعلماء منهم من يقول النجاسة الجافة لا تنجس الرطب والمبلل، ومنهم من يقول العكس وقرأت في فتوى في موقعكم المبارك هذا وأن الأرجح هو القول الثاني وذلك للأخذ بالأحوط فيقول: وأنت الآن كلك نجس لأنك استعملت الحاسوب ويداك رطبتان فهاتفك نجس وفراشك نجس وقميصك نجس إذن لن تقبل صلاتك، فهل إلى خلاص من هذا سبيل؟ أفتونا مأجورين، وعندي وسوسة أخرى وهي أنني دائما على أقل شيء يصدر مني من المعصية أو أي شيء يدور في النفس أظن أنني خرجت من الملة وتراني أتلفظ بالتشهد وأعيد ذلك عديد المرات زعما مني أن المرء لا تقبل شهادته إلا إذا تدبر ما يقول فتجدني على أي حديث نفس حول مسائل في العقيدة أظن أنني أخرج من الملة وتعبت من هذا والله، فأسألكم بالله أن تجيبونا بالله عليكم وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فكل ما تعاني منه منشؤه الوسواس الذي بلغ منك مبلغا كبيرا، ولا علاج لك إلا أن تعرض عن جميع هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، فكلما وسوس لك الشيطان وأوهمك أن شيئا من البول قد تناثر على فخذك فلا تلتفت إليه واعمل بالأصل وهو أنه لم يصبك شيء من البول فإذا فعلت هذا استرحت من هذا الوسواس وما يترتب عليه من شعورك بتنجس جميع بدنك وجميع الأشياء التي تلامسها، واعلم أنه لا يحكم بتنجس شيء أو بانتقال النجاسة من جسم لآخر بمجرد الشك فضلا عن الوساوس والأوهام التي يريد بها الشيطان إتعاب الإنسان وصده عن عبادة ربه تعالى، فأقلع فورا عن الاسترسال مع هذه الوساوس ولا تحكم بالنجاسة على شيء حتى يحصل لك يقين جازم تستطيع أن تحلف عليه أنه قد أصابته النجاسة، وانظر الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

وأما الوساوس في باب العقيدة: فإنها لا تضرك ولا تخرج بها من الملة ولا داعي لتجديد التلفظ بالشهادتين بهذه النية وعليك أن تدافع هذه الوساوس ولا تسترسل معها حتى يعافيك الله تعالى فإن الاسترسال معها من أعظم أبواب الشر التي تفسد على العبد دينه ودنياه، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 147101، وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة