حكم الشرع فيمن يجهل التوحيد من المسلمين وغيرهم

0 328

السؤال

حكم من لا يعرف التو حيد وهل هناك مسلمون لا يعرفون التوحيد أو أن محمدا رسول الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد

فقد بينا حكم من لا يعرف التوحيد في  الفتوى رقم : 2242. والفتوى رقم : 19084، وراجع في من  لم تبلغه دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم   الفتوى رقم:3191.
وإذا وجد قوم لا  يعرفون من الإسلام إلا كلمة لا إله إلا الله  وذلك عند اندراس الإسلام واشتداد غربته، فإنهم مسلمون وتنفعهم كلمة التوحيد، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى ما يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا. رواه ابن ماجه، وقال الألباني صحيح.
ومن سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به فإنه لا  ينفعهم ادعاؤهم التوحيد بل هم من الكفار،  ويجب عليهم التعرف على الرسالة والإيمان بها لما في حديث مسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. ولقول الله تعالى: إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا* أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا. {النساء:151}.

وقال أبو محمد ابن حزم: فكل من كان في أقاصي الجنوب والشمال والمشرق وجزائر البحور والمغرب، وأغفال الأرض، من أهل الشرك فسمع بذكره صلى الله عليه وسلم ففرض عليه البحث عن حاله وأعلامه والإيمان به، أما من لم يبلغه ذكره صلى الله عليه وسلم فإن كان موحدا فهو مؤمن على الفترة الأولى صحيح الإيمان لا عذاب عليه في الآخرة وهو من أهل الجنة، وإن كان غير موحد فهو من الذين جاء النص بأنه يوقد له يوم القيامة نار فيؤمرون بالدخول فيها، فمن دخلها نجى ومن أبى هلك، قال الله تعالى: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فصح أنه لا عذاب على كافر أصلا حتى يبلغه نذارة الرسول، وأما من بلغه ذكره صلى الله عليه وسلم وما جاء به ثم لا يجد في بلاده من يخبره عنه ففرض عليه الخروج عنها إلى بلاد يستبرئ فيها الحقائق. انتهى.

وراجع الفتوى رقم: 121195.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة