السؤال
أنا طبيب ملتزم وملتحي، أدرس تخصص طب أطفال, حاولت الزواج عدة مرات لكن لم أوفق لذالك. مؤخرا دلني أحد الإخوة على طبيبة تدرس تخصص الطب الداخلي و الأمراض الباطنية وهي كما قال من عائلة ملتزمة.
سؤالي: ما حكم الشرع في الزواج من هذه المرأة(عملها كطبيبة أمراض باطنية)؟ وهل يمكنني بناء أسرة مسلمة معها خاصة وأنني لم أتحاور مع أهلها حول عملها, وهل يحق لي أن أشترط مكوثها في البيت؟ وفي حالة الزواج بها هل يمكنني أن أبني أسرة مسلمة تقوم على ما أمرنا الله به وتجتنب ما نهانا عنه, ويكون لها دور في الدعوة إلى الله, وإنجاب ذرية طيبة؟
لو تكرمتم أحتاج إلى تفصيل. بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهم ما ينبغي أن تبحث عنه فيما يتعلق بهذه المرأة هو دينها وخلقها، فتسأل عنها من هم أعرف بها ممن تثق بهم، فإذا أثنوا عليها خيرا فالمرجو أن يتحقق لك معها المقصود من بناء أسرة مسلمة تقوم على طاعة الله ورسوله، ونرجو أن يرزقك الله منها ذرية صالحة وأن تكون امرأة عاملة بالخير وداعية إليه، وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة . إن أمرها أطاعته . وإن نظر إليها سرته . وإن أقسم عليها أبرته . وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.
ثم إننا ننبهك إلى أهمية الاستخارة والاستشارة فبينهما يكمن التوفيق بإذن الله، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار. وراجع الفتوى رقم 19333 وهي عن الاستخارة في النكاح.
والعمل قد لا يكون دائما مانعا من تحقيق تلك المقاصد، وخاصة إن كان هنالك تفاهم بين الزوجين في حياتهما الزوجية. فإذا تقدمت لخطبة هذه المرأة ووافقت عليك وكنت لا ترغب في عملها فإن لم تشترط عليك العمل فيجب عليها المكث في البيت، ويحرم عليها الخروج منه بلا إذن منك، ومن هذا يعلم السائل أنه في غنى عن اشتراطه على زوجته مكثها في البيت، ولكن إن خاف من الخصومة وأراد قطع الطريق على الخلاف فاشترط على زوجته قبل العقد أن تترك العمل بعد الزواج فلا حرج عليه، ويزيد ذلك وجوب طاعته في مكثها في البيت تأكيدا، وللفائدة تراجع الفتوى رقم 1357. وهذا فيما إذا كان عملها الذي تمارسه مباحا، أما إذا كان غير مباح فيلزمها تركه ولو لم تشترطه أنت ولا يجوز لك أن تقرها عليه.
والله أعلم.