السؤال
يا شيخ عندي مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهو مرض نفسي أعراضه الاكتئاب وعدم النوم أبدا إطلاقا إلا بحبوب خاصة.
وطبعا أنا أتعالج منه وآخذ حبوب للنوم ولا أستطيع النوم إلا بحبوب.
فسؤالي يا شيخ لو فرضا أنه لم يتيسر لي أخذ الحبوب إلا الساعة 1 ظهرا (وهذا للأسف يحدث لي بسبب ظروف ) أي بعد صلاة الظهر فإذا أخذت الحبة ونمت فلن أصحو إلا الساعة 9 بعد العشاء.
وهكذا تفوتني صلاة العصر والمغرب، بالإضافة إلى أنه لو قام أحد من أهلي بإيقاظي من النوم لصلاة العصر أو المغرب فإنني لن أستطيع النوم بعدها أبدا، أقوم وأستيقظ ويصبح مزاجي متعكر جدا بسبب قلة النوم حيث لن أستطيع الرجوع للنوم، ولن أستطيع أن أدرس أي كلمة واحدة، وأنا أدرس في الجامعة، وهكذا إلى اليوم الثاني الساعة 1 ظهرا لكي آخذ الحبة من جديد.
فهل في حكمي يجوز ذلك أن أنام إلى ما بعد العشاء وأقضي ما فاتني؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فيجوز لك ابتداء أن تتناول الدواء المشار إليه، ولكن ينبغي أن تبذل الأسباب التي تعينك على القيام من النوم وأداء الصلاة في وقتها كاتخاذ منبه أو توكيل أحد يوقظك، بل بعض الفقهاء ذكر أن اتخاذ الأسباب واجب، فلو نام قبل دخول وقت الصلاة وعلم أنه لا يستيقظ إلا بعد خروج الوقت وجب عليه اتخاذ الأسباب التي تعينه على القيام.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فيمن ينام قبل دخول الوقت بنصف ساعة: يجب عليه إذا نام قبل الوقت بنصف ساعة أن يجعل من ينبهه من أهله، أو ساعة منبهة، أو ما أشبه ذلك ... اهـ . وقال أيضا : يجب على الإنسان إذا أراد أن ينام أن يتخذ الاحتياط، يجعل عنده آلة منبهة، أو يوصي أحدا أن يوقظه، وأما أن ينام هكذا وهو يعرف أنه إذا استغرق في النوم ألا يصحو إلا متأخرا فقد فرط ... اهـ.
ثم إن لم تستيقظ وغلبك النوم بعد اتخاذ الأسباب فلا تفريط في النوم, ولا يجوز لك أن تضيع الصلوات بحجة أنك لو أيقظك أحد سيتعكر مزاجك، ولا بحجة أنك طالب جامعي ولو نمت من الواحدة إلى التاسعة فسوف تفوتك الصلاة والمدارسة, واعلم أن من أعظم أدوية الأمراض النفسية هو الاستقامة على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره واجتناب نواهيه, وقد قال الله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب. الرعد : 28 , والصلاة أعظم الذكر كما قال تعالى { ... وأقم الصلاة لذكري ... } طـه : 14 , فاتق الله تعالى وحافظ على الصلوات في وقتها، وانظر الفتوى رقم 23360, والفتوى رقم 34362
والله تعالى أعلم.