عدم طرح الوساوس يفتح على العبد أبواب الشر

0 1004

السؤال

أنا مسلم مصري، عمرى 33 سنة، متزوج، ملتزم والحمد لله، أصلي وأؤدي الفرائض من صغري. منذ حوالي شهرين كنت قد وقعت في خطإ لفظي ما لفت نظري إلى أنه قد يكون قول كفر، فأرسلت لكم أسألكم وأفتيتموني أنه ليس كذلك والحمد لله. ولكنى فوجئت بل صعقت عند ما قرأت على موقعكم أن الاستهزاء في أمر من أمور الدين حتى لو كان مزاحا يعتبر ردة والعياذ بالله، وهذا أمر عظيم لم أكن أعلم عنه شيئا. وبما أني مبتلى أساسا بالوسواس فهذا أحدث عندي وسواسا من كل شيء أقوله، وأطلب منكم سعة الصدر لسؤالي فسأقسمه إلى ثلاثة أجزاء:
1- قبل أن أعرف هذا الحكم كنت أضحك على بعض الكلام الذي من الممكن أن يكون فيه استهزاء، فمثلا أتذكر أن أحد أقاربي وصف غزارة المطر فقال"الاولاد فاتحين حنفيات في السماء" يقصد الملائكة. و أتذكر أني ضحكت على ذلك، وقد أكون كررته بعد ذلك لا أتذكر. وسبق لي والعياذ بالله سب الدين مرتين في حياتي منذ أكثر من عشر سنوات وكنت غضبان جدا رفقة أصدقاء سوء، ولكني استغفرت الله وتبت إليه ولم أعد لذلك أبدا. وموقف آخر أنني كنت أمزح مع صديق لي ملتحى عندما كنت أقدمه إلى صديق آخر فأقول: هذا إرهابي. وما أعرفه أنني بالتأكيد لا أقصد الاستهزاء من اللحية كحكم إسلامي فأنا الآن ملتحى والحمد لله، وقد أقصد الاستهزاء بحكومتنا التي كانت تصف لنا من هو على هذا الشكل بأنه إرهابي ولا أتذكر الآن ماذا كانت نيتي. وبالتأكيد هناك أكثر مما لا أتذكره ولكن هذه المواقف لا تتضمن أقوال كفر صريح أو سب لله أو رسوله، ولكن قد تكون من المزاح السيء عن الملائكة أو العذاب أو ما شابه بدون سب والغير مقصود به استهزاء بكل تأكيد وأستغفر الله العظيم.
2- بعد أن عرفت وهذا من حوالي أقل من شهرين بدأت أوسوس في بعض الكلام الذي قد يكون فيه استهزاء في أكثر من موقف، وقد أرسلت هذه المواقف تفصيليا لدار الإفتاء المصرية، وأفتوني في كل مرة أنه لا حرج وأن الاستهزاء هو ما يقوله أو يفعله الانسان وهوعامد عالم مختار لما يقول. وأنا والله لا أقصد أبدا الاستهزاء ولا أجرؤ على فعل ذلك، ولو علمت أن أي كلمه من الممكن أن تكون استهزاء فلا يمكن أن أقولها أبدا حتى قبل أن أعرف هذا الحكم. ومن وقت أن علمت وأنا أحاول المحافظة على كلامي، ولكني قد أخطئ أحيانا ويخرج مني بعض الكلام، ثم أكتشف أنه قد يكون استهزاء.
فهل ليكون الاستهزاء ردة أن يعلم الانسان معنى الكلمه وأنها استهزاء، ثم بعد ذلك يقولها أم مجرد قولها حتى لو كان مخطأ وغير قاصد يعتبر ردة والعياذ بالله؟ والمشكلة أنني كل فترة أتذكر كلمة من سنين أكون قلتها أو ضحكت عليها فتسوء حالتي النفسية أكثر.
3- إذا كان الحكم هو الردة- عافانا الله- فاعلم أن الله غفور رحيم وأنا أستغفره وأتوب إليه. ولكن ما حكم الزوجة، علما بأن الزواج تم في مصر وعلى مذهب الإمام أبي حنيفه النعمان.
أرجو الإجابة سريعا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنحن نحذرك أيها الاخ الفاضل من الوسوسة في هذا الباب فإنها تجر إلى شر عظيم، وما دمت قد تبت إلى الله تعالى من سب الدين ومما وقع منك مما قد يكون استهزاء فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك، وأما نكاحك فصحيح إن شاء الله ولا داعي للوسوسة في هذا الأمر، وليس وصفك شخصا ما بأنه إرهابي من الاستهزاء، وما ذكر في شأن المطر هو قول قبيح منكر بلا شك تجب التوبة منه والحذر من مثله، وبالجملة فعليك أن تتحفظ في منطقك وأن تحفظ لسانك فإن العبد قد يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فتهوي به في النار والعياذ بالله، وعليك مع هذا أن تطرح الوساوس وتعرض عنها لئلا تفتح على نفسك بابا من أبواب الشر، وراجع الفتوى رقم : 148445،  وما فيها من إحالات، ففيها بيان ماهية الاستهزاء الذي يعد كفرا والتحذير من الوسوسة في هذا الباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة