السؤال
توفي طفلي البالغ من العمر خمس سنوات قبل أربعة أشهر، وأحسب أني صبرت رغم حزني أحاول جاهدة الرضاء بقضاء الله، ولكن هناك دائما إحساس يؤرقني. هل يفتقد الطفل أمه وأهله وهل يحس بالوحشة خصوصا وأنه في أيام مرضه الأخيرة كان دائما ما يتحدث عن أنه خائف وأنه لا يريد الذهاب للجنة وحده، وأنه يريد البقاء معنا أو نذهب نحن معه للجنة، ويتحدث عن الموت والجنة بمفردات لا تتناسب مع عمر طفل في الخامسة، وكثيرا ما يتحدث عن رجل كبير يريد أخذه معه من يكون هذا الرجل وهل هو سيدنا إبراهيم كما فسر لي بعض الناس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يكتب لك أجر الصابرين، وأن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف لك خيرا منها، ثم أبشري بفضل الله تعالى وعظيم رحمته فإن هؤلاء الصغار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: هم دعاميص الجنة لا يدع أحدهم أباه حتى يأخذ بصنفة إزاره فيدخله الجنة، ولا تقلقي على حال طفلك في قبره فإنه قد لقي الله تعالى الذي هو أرحم به منك، وثقي بأن فضل الله تعالى يغمره، وأنه يتقلب في فضل الله ورحمته، فإن أطفال المسلمين من أهل الجنة.
قال ابن عبد البر رحمه الله: من مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد في بطن أمه ولم يشق بدليل ما ذكرنا من الأحاديث والإجماع. انتهى.
فإذا كان ابنك ممن كتبت له السعادة وهو في بطنك ففيم قلقك عليه وخوفك أن يكون محزونا لافتقادك أو غير ذلك، وأما الرجل المذكور في السؤال فلا ندري ما حقيقته وربما كان تأويله ما ذكر لك.
والله أعلم.