السؤال
سؤالى يتعلق بعلم الحديث: هل سمع سماك بن حرب من مصعب بن سعد بن أبي وقاص. وقد قرأت فى جامع التحصيل بأن شعبة كان ينكر سماع سماك؟
سؤالى يتعلق بعلم الحديث: هل سمع سماك بن حرب من مصعب بن سعد بن أبي وقاص. وقد قرأت فى جامع التحصيل بأن شعبة كان ينكر سماع سماك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته معزوا إلى جامع التحصيل للعلائي هو كما قلت. قال العلائي رحمه الله: وكان شعبة ينكر حديث سماك بن حرب عن مصعب بن سعد. انتهى.
ولكن أئمة هذا الشأن أثبتوا سماع سماك من مصعب، فهو معدود من جملة شيوخه كما تعرفه بأدنى مطالعة لكتب الرجال، وراجع تهذيب الذهبي، وتهذيب التهذيب لابن حجر، وقد صرح سماك بالسماع من مصعب وثبت ذلك في صحيح مسلم فزال بذلك الإشكال وتبين وجه الصواب في المسألة والحمد لله.
قال مسلم في صحيحه: وحدثني زهير بن حرب، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، حدثني مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: مرضت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، فأبى ، قلت: فالنصف؟ فأبى "، قلت: فالثلث؟ ، قال: فسكت بعد الثلث ، قال: فكان بعد الثلث جائزا.
وقال مسلم رحمه الله أيضا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، حدثني مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي} وفيها {وصاحبهما في الدنيا معروفا} [لقمان: 15].
قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: رده من حيث أخذته فانطلقت، حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال فشد لي صوته رده من حيث أخذته قال فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: 1].
قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال فأبى، قلت: فالنصف، قال فأبى، قلت: فالثلث، قال فسكت، فكان، بعد الثلث جائزا.
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقك خمرا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال فأتيتهم في حش - والحش البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر. قال فأكلت وشربت معهم، قال فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم. فقلت: المهاجرون خير من الأنصار. قال فأخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني، به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فأنزل الله عز وجل في - يعني نفسه - شأن الخمر: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} [المائدة: 90].
وبهذا كله يتبين لك صحة سماع سماك من مصعب بن سعد.
والله أعلم.