السؤال
كنتم قد أفتيتم بحرمة عرض إعلانات قوقل أدسنس في المواقع، فهل يجوز وضع إعلان في موقعي لموقع مباح ليس بتجاري وإنما يقدم معلومات، لكنه يضع إعلانات أدسنس في موقعه؟.
والسؤال الثاني: هل تطبق نفس القواعد الشرعية الخاصة بجواز الإعلان لبعض المحلات التجارية على المواقع الغير تجارية والتي تقدم معلومات نافعة للزوارـ معلوماتية؟ مثال: مثلما يجوز الإعلان لموقع تجاري عمله المباح يغلب على عمله المحذور، يجوز الإعلان لموقع معلوماتي مقالاته المباحة تفوق عدد المقالات المحذورة، مثلما يجوز الإعلان لموقع تجاري يحتوي في موقعه صور متبرجة وعلى الزائر له أن يغض بصره يجوز الإعلان على موقع معلوماتي يضع على صفحاته صور متبرجة وعلى الزائر أن يغض بصره، وهكذا دواليك، فهل يصح هذا الحديث؟ وهل تصح هذه المطابقة؟ وإلا فما الذي يجوز وما الذي لا يجوز؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الإعلان لموقع يقدم المعلومات النافعة المباحة ولو كان الموقع قد يضع إعلانات جوجل أدسنس، إذ يجوز تبعا مالا يجوز استقلالا، والمقصود بالإعلان ليس ما يعلنه جوجل، وإنما المعلن عنه هو الموقع المفيد كما أن إعلانات جوجل أدسنس ليست كلها محرمة، بل المباح فيها كثير والمنع من التعاون معه إنما هو بسبب عدم تحكم الشخص فيما سيضعه من إعلانات على صفحته وهو مسؤول عنها، والمواقع التي يغلب عليها الخير ولكن يوجد فيها بعض المحاذير كصور متبرجة ونحوها يجوز الدخول إليها والترويج لها لما تقدم من أنه يجوز تبعا ما لا يجوز استقلالا، ولعموم البلوى بتلك المحاذير كالصورالمتبرجة ونحوها شريطة ألا يكون الإعلان لما تضمنته من الحرام وإنما هو للمباح والنافع المفيد، هذا مع التنبيه إلى حديثي النبي صلى الله عليه وسلم حديث النعمان المتفق عليه: إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.
و حديث وابصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك . أخرجه الإمام أحمد والدارمي.
والله أعلم.