الصداقة وصف يتصف به القريب والبعيد

0 264

السؤال

تناقشت وصديقا لي، هل يجوز أن نقول عن الأخ صديق إذا صادقه للمودة والرحمة، فهذا تعريف الصداقة بلسان العرب ومقاييس اللغة والقاموس المحيط، وهي كلمة مودة لا تتعلق بقريب أو غريب، فقلت له نعم يجوز أن نقول عن الأخ صديق لغويا، لكنه يطالبني بدليل شرعي، قلت له الأمر ليس متعلقا بالشرع فنحن لسنا بصدد تغيير الأحكام، إن هي إلا كلمة موادة، وهذا تعريفها. فهل يصح لغويا أن نقول عن الأخ إذا صادقناه المودة والنصيحة أن نقول عنه صديق ؟ وما هو الدليل كي أقنعه إن كان كلامي صحيحا ؟ يقول لي ائت لي بنص موقع عليه إذا لم تجلب دليلا من القرآن ؟ فهل يصح القول عن الأخ صديق إذا صادقه المودة والرحمة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن الصداقة في لغة العرب معناها المخالة وهي مشتقة من صدق المودة والنصيحة.

 قال ابن منظور في لسان العرب: والصداقة مصدر الصديق، واشتقاقه أنه صدقه المودة والنصيحة، والصديق المصادق لك والجمع صدقاء وصدقان وأصدقاء وأصادق.

وفي مختار الصحاح: (الصداقة) و(المصادقة) المخالة. والرجل (صديق) والأنثى (صديقة) والجمع (أصدقاء).

وفي تاج العروس: والصداقة: إمحاض المحبة.

وقال الراغب: الصداقة: صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره.
فالصداقة وصف يتصف به القريب والبعيد.. فإن كان سؤالك عن جواز وصف الأخ بالصديق فإنه يصح لغة أن تقول للأخ وغيره صديقا إذا كان متصفا بما ذكر. وإذا صح ما ذكر في اللغة فالأصل في الشرع الإباحة ما لم يقم دليل على المنع، ولم يوجد دليل يمنع إطلاق الصديق على الأخ إذا كان صادقا في مودة أخيه مخلصا له في النصح. وبالتالي فمن الجائز أن يطلق الصديق على الأخ المتصف بالصداقة، ومن نفى ذلك فهو المطالب بالدليل؛ لأنه ادعى خلاف الأصل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات