السؤال
هل هذا الحديث صحيح إذا قلنا إن شهر بن حوشب حسن الحديث كما أثبت ذلك مشهور سلمان في كتاب العرف المطيب في حال شهر بن حوشب.
إن أدنى أهل الجنة منزلة من له سبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة، وإن له ثلاثمائة خادم يغدى عليه ويراح كل يوم بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال: من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ آخرها كما يلذ أولها، ومن الأشربة ثلاثمائة إناء في كل إناء شراب ليس في الآخر وإنه ليلذ آخره كما يلذ أوله. وإنه ليقول: أي رب لو أذنت شراب ليس في الآخر وإنه ليلذ آخره كما يلذ أوله وإنه ليقول: أي رب لو أذنت لي أطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص ذلك مما عندي شيئا، وإن له من الحور العين ثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة لتقعد مقعدها قدر ميل من الأرض.
هل يمكن أن نصحح أو نحسن الحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث رواه أحمد في المسند وقال محققه: إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وسكين بن عبد العزيز -أحد رجال الإسناد- فيه كلام. انتهى. وقال الهيثمي: رجاله ثقات على ضعف في بعضهم. انتهى. وحكم الألباني على هذا الحديث بالنكارة، وهو ما حكم به عليه العلامة ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح فقال مبينا أوجه نكارته بعد سياق لفظ الحديث ما لفظه: قلت: سكين بن عبد العزيز ضعفه النسائي، وشهر بن حوشب ضعفه مشهور، والحديث منكر يخالف الأحاديث الصحيحة فإن طول ستين ذراعا لا يحتمل أن يكون مقعد صاحبه بقدر ميل من الأرض، والذي في الصحيحين في أول زمرة تلج الجنة لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين فكيف يكون لأدناهم اثنتان وسبعون من الحور العين؟ وأقل ساكني الجنة نساء الدنيا فكيف يكون لأدنى أهل الجنة جماعة منهن؟ وأيضا فإن الجنتين الذهبيتين أعلى من الفضيتين فكيف يكون أدناهم في الذهبيتين؟ قال الدولابي: شهر بن حوشب لا يشبه حديثه الناس. وقال ابن عون: تركوه. وقال النسائي وابن عدي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم لا يحتج به وتركه شعبة ويحيى بن سعيد وهذان من أعلم الناس بالحديث ورواته وعلله. وإن كان غير هؤلاء قد وثقه وحسن حديثه فلا ريب أنه إذا انفرد بما يخالف ما رواه الثقات لم يقبل. انتهى.
وبه تعلم جواب مسألتك وأن الحديث لا يصح حتى لو فرضنا أن شهر بن حوشب حسن الحديث كما عرفت من كلام ابن القيم رحمه الله.
والله أعلم.