السؤال
ولدت مسلما لكني تعلمت في الجامعات اليهودية، وعملت كذلك في المتاجر والمجمعات التجارية فأنا أتقن العبرية.
أنا من عرب ال 48، وقبل قرابة 4 سنوات كنت أبلغ من العمر 19 عاما، هداني الله وبدأت أتعرف على الإسلام إلا أنني دخلت في دوامة لا يعلم بها إلا الله , تبليغ، والحركة الإسلامية، والسلفية، والقرآنيون والتحريريون وغيرهم. ففي الأقصى بعد صلاة الجمعة يصبح الأمر كزريبة كل يصرخ في جمع من الناس ويتكلم .
الحمد لله أنا أتمتع بقوة ذكاء وحفظ وهذا مما جعلني أعمل في الشركات اليهودية رغم صغر سني وعروبتي.
واليوم أبلغ من العمر 23 عاما, 4 سنوات ضاعت من عمري أبحث عن الحق من جماعة إلى جماعة فلا علماء ولا من يوجه، كل يسمعك كلاما فتقتنع ولا حول ولا قوة إلا بالله. فانكببت على طلب العلم وبدأت أحصل حتى أميز إلا أن البعض قال لي إن ما تدرسه هو للمرجئة
قلت لهم أنا أدرس لابن عثيمين وإسحاق الحويني والخضير.
قالوا هذه السلفية فكر علي الحلبي والألباني ...
خلاصة الحديث أنني في متاهة وأقف أمام المرآة فأرى اللحية وجسدي إلا أني خاوي لا أفقه شيئا، وكذلك أنسى كثيرا كثيرا بغير ما كنت عليه.
وهذا ما يجنن كأن حفظي وقوة عقلي تذهب.
أنا أفكر الآن بالعودة إلى ما كنت عليه إلى حياتي الطبيعية وأحافظ على الصلاة، لا أريد التزام ولا أريد جماعات ومشاكل وهموما .
هل هذا هو الحل أم ماذا أفعل ؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتك على الحق ويزيدك رغبة في الخير ويهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وإياك إياك أيها الأخ الكريم أن تستسلم لتسويل الشيطان وتزيينه فتترك طلب العلم بهذه الشبهات الداحضة، بل استمر في طلب العلم والقراءة وسماع الأشرطة النافعة وقراءة فتاوى العلماء المعتبرين الموثوقين المشهود لهم بسلامة العقيدة ورسوخ القدم في علوم الشريعة، ومن أعيانهم في هذا الزمان بلا مرية العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فعليك بدروسه وفتاواه ففيها نفع كثير إن شاء الله، وكذا غيره من العلماء المعروفين بمتابعة السنة والحرص عليها ومنهم من سميت في سؤالك من المشايخ، ولا تلتفت إلى من يقع في العلماء ويتخذ من الطعن فيهم وتجريحهم طريقا ينفر به الناس عنهم فإن غائلة هذه الوقيعة عظيمة ضررا على الدين والدنيا، واقرأ كتاب حرمة أهل العلم للشيخ محمد إسماعيل المقدم وكتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين للعلامة بكر أبو زيد رحمه الله، فالزم تعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها والدعوة إليها فإن هذا هو سبيل النجاة كما قال تعالى:قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم {آل عمران:31}.
وأما كثرة النسيان فعلاجها بالتوبة النصوح إلى الله تعالى فإن المعاصي من أسباب نسيان العلم، وكذا بالإكثار من الدعاء والتوكل على الله تعالى في أن يشرح صدرك وينور قلبك ويعلمك ما ينفعك، وكذا بكثرة مراجعة المحفوظ وتعاهده حتى لا يتفلت من صدرك.
والله أعلم.